«الإبانة» من أسماء كتب الخزانة التي وقفنا ما اشتمل عليه ونذكر لكل كتاب فصلا نستدل به عليه فنقول.
الباب الأول
فيما وقفناه من المصاحف المعظمة والربعات المكرمة
فصل فيما نذكره من مصحف خاتم قطع الثلث واضح الخط وقفته على وقفية كتب الخزانة من وجهة ثانية سادس عشر سطر منها وبعض الآية أوله ـ (يا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُباباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبابُ شَيْئاً لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ ما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ).
يقول علي بن موسى بن طاوس هذه الآية الشريفة ناطقة بسعد السعود للنفوس والكشف بهذا الوصف أن الله جل جلاله هو المستحق للعبادة دون كل من عداه وأن كل معبود دونه يشهد ضعفه عليه أنه لا يجوز عبادته والاشتغال به عمن فطره وقواه.
فصل فيما نذكره من مصحف آخر خاتم وقفناه على ولدي محمد قالبه ثمن الورقة الكبيرة عتيق من وجهه أوله من آخر السطر السابع منها وتمامها في أول السطر العاشر ـ (وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ إِذا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْها وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ).
أقول وفي هاتين الآيتين من التنبيه على الوجود والسعود والرحمة والجود ما إن ذكرنا ما نعرفه فيه خرج الكتاب عن المقصود لكن نقول إن أقصى حياة التراب بالماء والنبات وما كان لسان حاله يبلغ في الأماني