الثاني : أنّه جمع «هائم وهائمة» من «الهيام» أيضا ، إلا أن جمع «فاعل وفاعلة» على «فعل» قليل ، نحو : «نازل ونزل ، وعائذ وعوذ».
ومنه : [الطويل]
٤٦٩٥ ـ .......... |
|
عوذ مطافل (١) |
وقوله : «العوذ المطافيل».
وقيل : هو من «الهيام» وهو الذهاب ؛ لأن الجمل إذا أصابه ذلك هام على وجهه.
الثالث : أنه جمع «هيام» بفتح الهاء ، وهو الرمل غير المتماسك الذي لا يروى من الماء أصلا ، فيكون مثل «سحاب وسحب» ـ بضمتين ـ ثم خفف بإسكان عينه ثم (٢) كسرت فاؤه لتصحّ «الياء» كما فعل بالذي قبله.
[الرابع : أنه جمع «هيام» ـ بضم الهاء ـ وهو الرمل المتماسك ، مبالغة في «الهيام» بالفتح. حكاها ثعلب.
إلا أن المشهور الفتح ، ثم جمع على «فعل» نحو : «قراد وقرد» ، ثم خفف وكسرت فاؤه](٣) [لتصح «الياء»](٤).
وفي «الصحاح» (٥) : «والهيام ـ بالضّم ـ أشدّ العطش ، و «الهيام» كالجنون من العشق ، و «الهيماء» أيضا : المفازة لا ماء بها ، و «الهيام» ـ بالكسر ـ العطاش».
والمعنى : أنّهم يصيبهم من الجوع ما يلجئهم إلى أكل الزّقّوم ، ومن العطش ما يضطرهم إلى شرب الهيم.
وقال الزمخشري (٦) : «فإن قلت : كيف صح عطف الشاربين على الشاربين ، وهما لذوات واحدة ، وصفتان متفقتان ، فكان عطفا للشيء على نفسه؟.
قلت : ليستا متفقتين من حيث إن كونهم شاربين على ما هو عليه من تناهي الحرارة وقطع الأمعاء أمر عجيب ، وشربهم له على ذلك كما تشرب الماء أمر عجيب أيضا ، فكانتا صفتين مختلفتين». انتهى.
__________________
(١) البيت لأبي ذؤيب الهذلي ، وتمامه :
وإن حديثا منك لو تعلمينه |
|
جنى النحل في لبان عوذ مطافل |
ينظر الدرر ٥ / ٧ ، وشرح أشعار الهذليين ١ / ١٤١ ، وشرح شواهد الإيضاح ص ٥٨٧ ، وشرح شواهد الشافية ص ١٤٤ ، وشافية ابن الحاجب ٢ / ١٨٢ ، وهمع الهوامع ٢ / ٤٦ ، واللسان (بكر) ، و (طفل) ، والخصائص ٣ / ١٢٣.
(٢) زاد في ب : ثم خفف و.
(٣) سقط من ب.
(٤) سقط من ب.
(٥) الصحاح ٥ / ٢٠٦٣.
(٦) الكشاف ٤ / ٤٦٤.