قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

اللّباب في علوم الكتاب [ ج ١٨ ]

302/632
*

إنه الميزان الذي يوزن به ، قال : طغيانه النّجس (١).

قال ابن عباس : لا تخونوا من وزنتم له (٢).

وعنه أيضا أنه قال : يا معشر الموالي وليتم أمرين بهما هلك الناس : المكيال والميزان.

ومن قال : إنه طغيان (٣) الحكم ، قال : طغيانه التحريف.

وقيل : فيه إضمار ، أي : وضع الميزان وأمركم ألا تطغوا فيه.

فإن قيل (٤) : العلم لا شك في كونه نعمة ، وأما الميزان فأي نعمة عظيمة فيه حتى يعد بسببها في الآلاء؟.

فالجواب : أن النفوس تأبى الغبن ، ولا يرضى أحد بأن يغلبه غيره ، ولو في الشيء اليسير ، ويرى أن ذلك استهانة به ، فلا يترك خصمه يغلبه ، ثم إن عند عدم المعيار الذي به تؤخذ الحقوق ، كل أحد يذهب إلى أن خصمه يغلبه ، فوضع الله ـ تعالى ـ معيارا بين به التّساوي ، ولا يقع به البغضاء بين الناس ، وهو الميزان ، فهو نعمة كاملة ، ولا ينظر إلى عدم ظهور نعمته وكثرته ، وسهولة الوصول إليه كالهواء والماء الذي لا يبين فضلهما إلّا عند فقدهما.

قوله : (وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ).

أي : افعلوه مستقيما بالعدل.

وقال أبو الدرداء : أقيموا لسان الميزان بالقسط والعدل (٥).

وقال ابن عيينة : الإقامة باليد ، والقسط بالقلب.

وقال مجاهد : القسط : العدل بالرومية (٦).

وقيل : هو كقولك : أقام الصلاة ، أي : أتى بها في وقتها ، وأقام الناس أسواقهم ، أي : أتوا بها لوقتها ، أي : لا تدعوا التعامل بالوزن والعدل.

قوله : (وَلا تُخْسِرُوا).

العامة (٧) على ضم التاء وكسر السين ، من «أخسر» أي : نقص ، كقوله : (وَإِذا كالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ) [المطففين : ٣].

وقرأ زيد (٨) بن علي ، وبلال بن أبي بردة : بفتح التاء وكسر السين ، فيكون «فعل ،

__________________

(١) ينظر : القرطبي ١٧ / ١٠١.

(٢) ذكره الطبري في «تفسيره» (١١ / ٥٥٧).

(٣) في ب : طغيانه.

(٤) ينظر : الرازي ٢٩ / ٨٠.

(٥) ينظر : القرطبي ١٧ / ١٠١ ، ١٠٢.

(٦) ذكره الماوردي (٥ / ٤٢٥) عن مجاهد.

(٧) ينظر : الدر المصون ٦ / ٢٣٧ ، والبحر المحيط ٨ / ١٨٨.

(٨) ينظر : الكشاف ٤ / ٤٤٤ ، والمحرر الوجيز ٥ / ٢٢٥ ، والبحر المحيط ٨ / ١٨٨ ، والدر المصون ٦ / ٢٣٧.