بأم هارون ، فسكت ساعة ثم التفت فصاح : يا أحمد فقال : لبيك ، فقال : قل لها : أتحبين الموت؟ فقالت : لا ، فأطرق عنها ساعة ثم قال : يا أحمد ، قل لها ولم تكره لقاء الله عزوجل؟ قال : فأطرقت ساعة ثم رفعت رأسها فقالت : يا أبا سليمان والله لو عاديت آدميا لكرهت لقاءه ، فكيف أريد لقاء الله ، وأنا عاصية له ، فصاح أبو سليمان صيحة ووقع عن حماره ، وأقبل يتمرغ في الأرض ، ووقع أحمد مغشيا عليه وجماعة من مشايخنا ، ثم أفاق أبو سليمان فصاح : يا أم هارون أيش قلت ويحك؟ فقالت : والله لو عاديت آدميا لكرهت لقاءه فكيف وأنا عاصية لله أحب لقاءه ، لا يا أبا سليمان. فما زلنا وقوفا حتى كادت الشمس أن تغيب ، فتناولناه فحملناه على حماره ، ومسكناه (١) حتى أدخلناه المدينة.
٩٤٨٦ ـ أم هاشم بنت هاشم
هي حيّة تقدم ذكرها.
٩٤٨٧ ـ أم يزيد والدة أبي الزرقاء عبد الملك
ابن محمّد الصنعاني (٢)
حكت عن نمير بن أوس الأشعري (٣).
حكى عنها ابنها عبد الملك.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقور ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا محمّد بن هارون بن عبد الله ، حدّثني جعفر بن محمّد البزار ، وكان صالحا ، نا هشام بن عمار ، أنا عبد الملك بن محمّد الصنعاني ، قال : حدثتني أمي أم يزيد أن آمنة (٤) ذات الذنب وكان لها ذنب مخلوق في عجزها ، فنخسها مروان المرتعش فضرطت ، فخاصمته إلى نمير بن أوس ، فقضى لها عليه بأربعين درهما وعباءة.
__________________
(١) كذا بالأصل و «ز».
(٢) الصنعاني نسبة إلى صنعاء دمشق ، ترجمته في تهذيب الكمال ١٢ / ٩١.
(٣) هو القاضي نمير بن أوس الأشعري ، كان على القضاء أيام هشام بن عبد الملك ، وبقي على القضاء حتى ذهب بصره ، راجع أخبار القضاة لوكيع ٣ / ٢٠٤.
(٤) كذا بالأصل ، وبدون إعجام في «ز» ، وفي المختصر لابن منظور : أمية ، وتقدم الخبر في ترجمة آمنة ذات الذنب في هذا الجزء من طريق آخر وجاء فيه هناك : حدثتني آمنة أم يزيد ذات الذنب.