غفر ، فلما أن ابتنى بها قال علي : يا أبا محمّد ، إن أذنت لي أن أكلّم أم أبان قال : كلّمها. قال : فأخذ سجف الحجلة ثم قال : السلام عليك يا غريرة نفسها. قالت : وعليك السلام ، قال : خطبك أمير المؤمنين وسيد المسلمين فأبيته قالت : كان ذلك ، قال : وخطب الزبير ابن عمّة رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأحد حوارييه (١) فأبيته قالت : وقد كان ذلك ، قال : وخطبتك أنا ، وقرابتي من رسول الله صلىاللهعليهوسلم؟ قالت : قد كان ذلك ، قال : أما والله لقد تزوجت أحسننا وجها ، وأبذلنا كفا يعطي هكذا وهكذا.
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء ، وأبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنا ، قالوا : أنا أبو جعفر ، أنا أبو طاهر ، أنا أحمد ، نا الزبير ، حدّثني محمّد بن سلام ، عن محمّد بن حفص التيمي قال :
قدمت أم أبان بنت عتبة بن ربيعة من الشام ، فخطبها عمر بن الخطاب ، وخطبها علي ابن أبي طالب ، فأبت ، وتزوجت طلحة بن عبيد الله ، ودعا طلحة أصحابه للوليمة فقال له علي : يا أبا محمّد أكلّمها؟ قال : كلّم بنت عمك بما شئت ، قال : يا عدوة نفسها ، خطبك أمير المؤمنين فأبيته ، وخطبك ابن عمّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم وصهره فأبيته ، وتزوجت ابن ابنة (٢) الحضرمي؟ فقالت : ما ألوت نفسي خيرا ، قال : والله إنه لفتانا ، وأسخانا آل محمّد وآل الزبير.
وقد روى غيره : أن الزبير بن العوام أيضا ممن كان خطبها ، وأن علي بن أبي طالب قال لها : وخطبك الزبير بن العوام حواريّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
٩٤٥٠ ـ أم أبيها بنت عبد الله بن جعفر بن أبي طالب
ابن عبد مناف بن قصي القرشية الجعفرية (٣)
حدثت عن أبيها.
روى عنها علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، والحسن بن الحسن بن علي ، والحسن بن محمّد بن علي.
__________________
(١) بالأصل و «ز» : حواريه.
(٢) طلحة بن عبيد الله بن عثمان وأمه الصعبة بنت الحضرمي واسمه عبد الله بن عماد بن مالك الحضرمي ، انظر أسد الغابة ٢ / ٤٦٧ ونسب قريش ص ٢٨٠.
(٣) ترجمتها في تهذيب الكمال ٢٢ / ٤٤٥ ط دار الفكر وتهذيب التهذيب وتقريبه (٨٩٩٣) ط دار الفكر ونسب قريش ص ٨٣ وأنساب الأشراف ٢ / ٣٢٥ ط دار الفكر.