إذا برقت نحو الحجاز سحابة |
|
دعا الشوق مني (١) برقها المتيامن |
وما أزعجتنا رغبة عن بلادنا (٢) |
|
ولكنه ما قدّر الله كائن |
فشهقت شهقة وخرّت ميتة (٣).
هذه المرأة هي :
٩٥٠٥ ـ امرأة يزيد بن سنان
شاعرة.
أنبأنا أبو الحسن بن العلّاف ، ثم أخبرني أبو المعمر الأنصاري عنه.
وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو علي بن أبي جعفر ، وأبو الحسن بن العلاف.
قالا : أنا أبو القاسم عبد الملك بن محمّد ، أنا أبو علي بن الصواف ، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة ، نا الربعي يعني العباس بن الفضل ، نا العباس بن هشام الكلبي قال :
ضرب عبد الملك بن مروان بعثا إلى اليمن ، فأقاموا سنين حتى إذا كان [ذات](٤) ليلة وهو بدمشق قال : والله لأعسنّ الليلة مدينة دمشق ، ولأسمعن الناس ما يقولون في البعث (٥) الذي أغزيت فيه رجالهم ، وأغرمت فيه أموالهم ، فبينا هو في بعض أزقتها إذا هو بصوت امرأة قائمة تصلي ، فتسمّع إليها ، فلما انصرفت إلى مضجعها قالت : اللهم يا غليظ الحجب ، ويا منزل الكتب ، ويا معطي الرغب ، ويا مؤوي الغرب ، ويا مسير النّجب (٦) ، أسألك أن تؤدي غائبي ، فتكشف به همي ، وتصفي به لذتي ، وتقرّ به عيني ، وأسألك أن تحكم بيني وبين عبد الملك بن مروان الذي فعل بنا هذا ، فقد صيّر الرجل نازحا والمرأة متقلقلة على فراشها ، ثم أنشأت تقول :
__________________
(١) بالأصل و «ز» : منها ، والمثبت عن الأغاني.
(٢) في الأغاني : فلم أتركنها رغبة عن بلادها.
(٣) الذي يفهم من الأغاني في أن المرأة التي خرجت هي امرأة من بني زهرة وهي حميدة بنت عمر بن عبد الرحمن بن عوف.
(٤) سقطت من الأصل ، وأضيفت عن «ز».
(٥) بالأصل : المبعث ، والمثبت عن «ز».
(٦) بالأصل : البخت ، والأشبه ما أثبت عن «ز».