رجل ممسك ، فهل عليّ حرج في أن أطعم من الذي له عيالنا؟ قال : «لا ، بالمعروف».
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنا أبو عمر السوسي ، أنا أبو القاسم بن أبي حيّة ، أنا محمّد بن شجاع ، أنا محمّد بن عمر (١) ، حدّثني عبد الرّحمن بن أبي الزناد ، عن عبد المجيد بن سهيل قال : لما أسلمت هند بنت عتبة جعلت تضرب صنمها (٢) في بيتها بالقدوم فلذة فلذة وهي تقول : كنا منك في غرور.
قال : وأنا محمّد بن عمر (٣) ، حدّثني عبد الله بن يزيد ، عن أبي حصين الهذلي قال : لما أسلمت هند بنت عتبة أرسلت إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم بهدية ، وهو بالأبطح مع مولاة لها بجديين مرضوفين (٤) وقد. فانتهت الجارية إلى خيمة رسول الله صلىاللهعليهوسلم فسلمت واستأذنت ، فأذن لها ، فدخلت على رسول الله صلىاللهعليهوسلم وهو بين نسائه أم سلمة زوجته ، وميمونة ، ونساء من نساء بني عبد المطلب ، فقالت : إنّ مولاتي أرسلت إليك بهذه الهدية ، وهي معتذرة إليك وتقول : إن غنمنا اليوم قليلة الوالدة ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «بارك الله لكم في غنمكم وأكثر والدتها» فرجعت المولاة إلى هند ، فأخبرتها بدعاء رسول الله صلىاللهعليهوسلم فسرّت بذلك ، وكانت المولاة تقول لقد رأينا من كثرة غنمنا ووالدتها ما لم نكن (٥) نرى قبل ولا قريب ، فتقول هند : هذا دعاء رسول الله صلىاللهعليهوسلم وبركته ، فالحمد لله الذي هدانا للإسلام ، ثم تقول : لقد كنت أرى في النوم أني في الشمس أبدا قائمة والظل مني قريب ، لا أقدر عليه ، فلما دنا رسول الله صلىاللهعليهوسلم منا رأيت كأني دخلت الظل.
قيل : إنّ القدّ لبأ يجعل في جلد سخلة صغيرة [١٣٨٥٥].
أخبرنا أبو القاسم بن أبي بكر ، أنا أبو الحسين البزاز (٦) ، أنا أبو طاهر الذهبي ، أنا أحمد بن عبد الله بن سيف ، أنا أبو عبيدة السري بن يحيى (٧) ، أنا شعيب بن إبراهيم ، نا
__________________
(١) رواه الواقدي في مغازيه ٢ / ٨٧١.
(٢) كذا بالأصل و «ز» ، وفي المغازي : صنما لها.
(٣) مغازي الواقدي ٢ / ٨٦٨.
(٤) بالأصل : «موصوفين» وفي «ز» : «مرصوفين» والمثبت عن المغازي. وقوله مرضوفين ، المرضوف الذي يشوى على الرضف ، والرضف هي الحجارة المحماة على النار (النهاية).
(٥) بالأصل و «ز» : يكن ، والمثبت عن المغازي.
(٦) بالأصل و «ز» : البزار.
(٧) رواه الطبري في تاريخه ٢ / ٧٥٦ (ط. بيروت) حوادث سنة ٢٣.