تعقّب الاستثناء للجمل
لو ورد مثلاً : أكرم العلماء وتواضع للسّادة وأطعم الفقراء إلاّ الفساق منهم ، فهل يرجع الاستثناء إلى خصوص الجملة الأخيرة فقط ، أو إلى جميع الجمل المذكورة؟
إن أداة الاستثناء تارة اسمٌ واخرى حرف ، فإن كانت اسماً ، فلا إشكال في إمكان رجوع الاستثناء إلى الكلّ ، لكون الموضوع له الاسم عامّاً ، كما يجوز أن يكون المراد طبيعة الإخراج. وإنْ كان حرفاً من حروف الاستثناء ، بني البحث على المختار في الموضوع له الحرف ، لأنه بناءً على كون الموضوع له عامّاً يجوز رجوعه إلى الكلّ كما لو كان اسماً ، أمّا بناءً على كونه خاصّاً أو أن المستعمل فيه خاص ، فيقع الإشكال في جواز رجوع الاستثناء إلى الكلّ ، لأن الإخراجات المتعدّدة من الجمل المتعدّدة نسب متعدّدة ، والحال أن مدلول الحرف هو الجزئي الحقيقي من الإخراج ، فلا يمكن رجوعه إلى كلّ الجمل.
وبعد ظهور محلّ الكلام ، فلا بدّ من البحث أولاً في جهة الثبوت ، فلولا تماميّة الإمكان لم تصل النوبة إلى جهة الإثبات ... فنقول :
قد يستظهر من بعض العامّة صحّة رجوع الاستثناء إلى الكلّ.
وقال صاحب (الكفاية) ما حاصله : أنّ الاستثناء مفهوم واحد يتحقّق في