ولما تولّى أقضى القضاة أبو طالب ابن البخاري على ما سبق ذكره استنابه في الحكم عنه ، وقبل شهادته في يوم الأربعاء سادس ربيع الآخر سنة اثنتين وثمانين وخمس مئة ، وزكّاه العدلان : أبو جعفر هارون بن محمد ابن المهتدي بالله الخطيب ، وأبو العباس أحمد بن علي ابن المأمون الهاشمي ، فلم يزل ينوب عنه ويشهد إلى أن عزل نفسه يوم الثّلاثاء ثاني عشر ربيع الآخر سنة ثلاث وثمانين وخمس مئة عن النّيابة في الحكم ، وترك الدّخول في الشّهادات ، وتوفّر على إعادة المدرسة النّظامية ، ثم ناب في التّدريس بالنظامية بعد وفاة المدرّس ، كان بها ، الشّيخ أبو طالب المبارك بن المبارك الكرخي صاحب ابن الخلّ ، إلى أن درّس بمدرسة الجهة الشّريفة الرّحيمة والدة سيّدنا ومولانا الإمام المفترض الطّاعة على كافة الأنام النّاصر لدين الله أمير المؤمنين ، التي أنشأتها مجاورة لتربتها الشّريفة عند معروف الكرخي بالجانب الغربي في سنة اثنتين وتسعين وخمس مئة ، وسكنها إلى أن توفي بها.
وقد سمع ببغداد من أبي زرعة طاهر بن محمد المقدسي وغيره ، وحدّث أيضا عن حفدة وأبي زرعة ، ونعم الشيخ كان دينا وعلما وصلاحا.
توفي ليلة الاثنين يوم عرفة من سنة اثنتين وست مئة ، وصلّي عليه بالمدرسة الميمونة يوم الاثنين ، ودفن قريبا من التّربة ، رحمهالله وإيانا.
٢٣٥١ ـ عليّ (١) بن عليّ بن المبارك بن الحسين بن عبد الوهّاب بن الحسين بن نغوبا ، أبو المظفّر بن أبي الحسن بن أبي السّعادات الواسطيّ.
وقد تقدّم ذكر إخوته : عبد الله (٢) وعبيد الله (٣) ، وهذا الأوسط منهم.
__________________
(١) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ١ / ٤٢٣ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٣٦٤ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٣١٨ ، والمختصر المحتاج ٣ / ١٣١ ، وسير أعلام النبلاء ٢٢ / ٢٤.
(٢) الترجمة ١٦٧٣.
(٣) الترجمة ١٧٦٨.