طاهر بن محمد الشّحّاميّ ، أبو الخير بن أبي سعيد بن أبي منصور بن أبي القاسم بن أبي عبد الرحمن المزكّي.
من أهل نيسابور ، من بيت مشهور بالعلم والرّواية والعدالة والتّزكية ببلده.
سمع بنيسابور من أبي الأسعد هبة الرّحمن بن عبد الواحد القشيري ، وأبي حفص عمر بن أحمد الصّفّار ، وأبي الفتح مسعود بن محمد الخطيب وغيرهم. وقدم بغداد حاجا في سنة ثلاث عشرة وست مئة ، وحدّث بها ، فسمعنا منه.
أخبرنا أبو الخير عبد الرحمن بن عبد الجبار بن عبد الخالق الشّحّامي قدم علينا قراءة عليه وأنا أسمع من أصل سماعه بالجانب الغربي من مدينة السّلام ، قيل له : أخبركم أبو الأسعد هبة الرّحمن بن عبد الواحد بن عبد الكريم القشيري قراءة عليه وأنت تسمع بنيسابور في رجب سنة خمس وأربعين وخمس مئة ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو بكر يعقوب بن أحمد بن محمد الصّيرفي قراءة عليه ، قال : حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن عبدوس المزكّي ، قال : حدثنا أبو بكر محمد بن حمدوية بن سهل المروزي ، قال : حدثنا عبد الله بن حمّاد الآملي ، قال : حدثنا يحيى بن صالح ، قال : حدثنا محمد بن عبد الملك ، قال : حدثنا نافع ، عن ابن عمر ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «طلب العلم فريضة على كلّ مسلم» (١).
حجّ أبو الخير في سنة ثلاث عشرة وست مئة ، وعاد إلى بغداد من مكّة في صفر سنة أربع عشرة فتوفي بها في ليلة السّبت ثاني عشر صفر المذكور ، ودفن بمقبرة الخيزران بالجانب الشّرقي في جوار مشهد أبي حنيفة ، رحمهالله.
__________________
(١) إسناده تالف ، محمد بن عبد الملك هو الأنصاري المديني يكنى أبا عبد الله ، قال الإمام أحمد : كان أعمى وكان يضع الحديث وكان يكذب ، كما في الكامل لابن عدي ٦ / ٢١٦٦ ـ ٢١٦٧ والميزان ٢ / ٦٣١ وغيرهما.
أخرجه ابن عدي في الكامل ٦ / ٢١٦٨ من طريق يحيى بن صالح ، عن محمد بن عبد الملك ، به ، وقال بعد أن ساق أحاديث غير هذا الحديث : «وهذه الأحاديث عن محمد ابن المنكدر وعن نافع كلها غير محفوظة وعامتها لا يرويها غير محمد بن عبد الملك».