أبو محمد.
قدم بغداد فيما ذكر لي أوّل قدومه في سنة ثمان وسبعين وخمس مئة ، وتفقه بها على مذهب أبي عبد الله أحمد بن حنبل رحمهالله على أبي الفتح ابن المنّيّ ، وسمع بها من أبي الفتح بن شاتيل ، وأبي السّعادات القزّاز ، ومن بعدهما. وعاد إلى بلده وأقام مدة ثم قدمها قبل وفاته بقليل ، وسكن درب نصير ، ووعظ ، وروى شيئا قليلا.
وتوفي بها في يوم الخميس سادس عشر شهر ربيع الأوّل سنة إحدى وست مئة ، ودفن يوم الجمعة بالجانب الغربي بمقبرة باب حرب ، رحمهالله وإيانا.
٢١١٣ ـ عبد المنعم (١) بن عبد العزيز ابن النّطرونيّ ، أبو الفضل المالكيّ.
من أهل الإسكندرية.
قدم بغداد ، واستوطنها ، وتوفي بها. وكان فيه فضل ، وله شعر حسن. ورد بغداد مسترفدا على عادة الشّعراء فمدح الخدمة الشّريفة الإمامية النّاصرية ـ خلّد الله ملكها ـ بقصائد وأنعم عليه بجوائز ، وتعلّق بخدمة الديوان العزيز ، مجّده الله ، وولي رباطا بالجانب الغربي يعرف برباط العميد شيخا للصّوفية الذين به وناظرا في وقفه.
وفي سنة ست وتسعين وخمس مئة ورد إلى الدّيوان العزيز أجلّه الله رسولا من يحيى بن غانية المايرقي الدّاعي إلى الدّولة القاهرة العبّاسية ، ثبّتها الله ، بالمغرب ، وقضيت أشغاله ، ونفّذ عبد المنعم هذا معه من الدّيوان العزيز بعد أن
__________________
(١) ترجمه ابن الأثير في الكامل ١٢ / ٢٥٨ ، وابن النجار في تاريخه المجدد ١ / ١٥٨ ، (وهو في المستفاد للدمياطي ، الترجمة ١٣١) ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ٩٦٤ ، وابن الساعي في الجامع المختصر ٩ / ٢١٠ ، والصفدي في الوافي ١٩ / ٢٢٠ ، وابن شاكر في فوات الوفيات ٢ / ٤٠٥ ، والأشرف الغساني في العسجد المسبوك ٣١٣.