الجمعة العشرين من ذي القعدة سنة اثنتي عشرة وست مئة ، وأذن للنّاس بالدّخول إلى الدّار العزيزة للصّلاة عليه بعد الصّلاة من اليوم المذكور ، فدخل الولاة وأرباب المناصب والفقهاء والعلماء والأماثل واجتمعوا بصحن السّلام ، وصلّي عليه بعد صلاة العصر بداره ، وحمل جنازته الخدم والخواص إلى دجلة وعبر إلى الجانب الغربي والخلق في السّفن قيام إلى مشرعة الرّقّة ، ومشى النّاس كافة بين يدي الجنازة إلى التّربة الشّريفة عند قبر معروف الكرخي على ساكنها أعظم الرّحمة والرّضوان ، فدفن بالقبّة التي في وسطها مجاورا لضريح الجهة الشّريفة الرّحيمة والدة سيّدنا ومولانا الإمام المفترض الطاعة على كافة الأنام النّاصر لدين الله أمير المؤمنين ، خلّد الله ملكه ورضي عنها ، قبل صلاة المغرب بيسير ، وتردّد أرباب الدّولة القاهرة والنّاس إلى التّربة الشّريفة ثلاثة أيام يختمون في بكرة كلّ يوم ، ويتكلّم الوعّاظ ، وينشد المراثي الشّعراء. وعظم المصاب على النّاس بهذا الملك المعظّم ، وكثر البكاء والنّوح عليه في سائر المحال بمدينة السّلام إلى أن تقدّم إليهم بعد الثالث بالكفّ عما كانوا عليه ، والله يجعل لأمير المؤمنين أطول الأعمار ويسعد الزّمان وأهله بدوام أيامه على مرور الدّهور والأعصار ، ويرفع درجته في أخراه كما رفعها في دنياه إنه سميع مجيب.
٢٢٥٨ ـ عليّ (١) بن أحمد بن أبي العز ابن الشّبّاك ، أبو الحسن الصّوفيّ.
من ساكني درب نصير.
صحب الصّوفية مدة ، وسمع شيئا من الحديث من أصحاب أبي عبد الله ابن طلحة النّعالي ، وطراد الزّينبي ، وأبي عبد الله ابن البسري. وحدّث بشيء
__________________
(١) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ٣ / ١٤٥ ، وابن النجار في التاريخ المجدد ٣ / ٩٠ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٦٨٤ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٤٧٨ ، والمشتبه ١ / ٣٤٦ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٥ / ١٤ ، وابن حجر في تبصير المنتبه ٢ / ٧١٣.