ابن محمد الأنصاري ، وأبي الفضل محمد بن عمر الأرموي ، وأبي القاسم سعيد ابن أحمد ابن البنّاء ، وأبي الفضل محمد بن ناصر البغدادي ، وخلق يطول شرحهم ويكثر ذكرهم.
ولم أر في شيوخنا أوفر مشيخة منه ، ولا أغزر سماعا ، مع معرفة بحديثه وشيوخه ، وفهم لما يرويه ؛ حدّث بالكثير. وكانت له حلقة بجامع القصر الشّريف يقرأ فيها الحديث ، ويقرأ عليه. سمع منه النّاس بها سنين كثيرة. سمعنا منه ، وكتبنا عنه وانتفعنا بمجالسته وكتبه ، ونعم الشّيخ كان.
قرأت على أبي محمد عبد العزيز بن محمود بن المبارك من أصله ، قلت له : أخبركم القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد بن عبد الله البزّاز قراءة عليه وأنت تسمع في عاشر رجب سنة أربع وثلاثين وخمس مئة ، فأقرّ بذلك وعرفه ، قال : أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي قراءة عليه وأنا حاضر أسمع ، قال : أخبرنا أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن ماسي البزّاز ، قال : أخبرنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله بن مسلم البصري ، قال : حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الأنصاري ، قال : حدثنا حميد ، عن أنس ، أنّ الرّبيّع بنت النّضر عمّته لطمت جارية فكسرت سنّها ، فعرضوا عليهم الأرش ، فأبوا فطلبوا العفو ، فأبوا ، فأتوا النّبيّ صلىاللهعليهوسلم فأمرهم بالقصاص ، فجاء أخوها أنس بن النّضر ، فقال : يا رسول الله أتكسر سنّ الرّبيّع؟ والذي بعثك بالحقّ لا يكسر سنّها.
قال : «يا أنس ، كتاب الله القصاص». فعفا القوم ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إنّ من عباد الله من لو أقسم على الله عزوجل لأبرّه». أخرجه البخاري هكذا عن الأنصاري (١).
__________________
(١) البخاري في الصلح ٣ / ٢٤٣ (٢٧٠٣) ، وفي التفسير ٦ / ٢٩ (٤٤٩٩) ، وفي الديات ٩ / ١٠ (٦٨٩٤) تارة مطولا وتارة مختصرا.