كلامي (١) ، حتى حَبَستني قيلة نصرها (٢) ، والمهاجرة وَصلَها (٣) ، وغضّت الجماعة دوني طرفها ، فلا دافع ولا مانع ، خَرجتُ كاظمة ، وعُدتُ راغمة (٤) ، أضرَعتَ خَدّك يوم أضعتَ حَدّك (٥) ، إفتَرست الذئاب وافتَرَشتَ التُراب ، ما كفَفتَ قائلاً ولا أغنيتَ باطلا (٦) ، ولا خيارَ لي (٧) ، لَيتني مِتُ قبل هِينَتي (٨) ، ودون ذِلّتي ، عذيري الله منك عادياً ومنك حامياً.
وَيلاي في كلّ شارق ، مات العَمَد ووَهَنَ العَضُد ، شكواي إلى أبي ، وعَدواي إلى رَبّي ، اللهم أنت أشدُّ قوّةً وحَولا ، وأحدُّ بأساً وتَنكيلا.
__________________
١ ـ ألفَيته : وَجَدته. والألدّ : شديد الخصومة ، والحَقود.
٢ ـ حَبَسَتني : مَنَعتني. وقيلة : اسم أُمِّ الأوس والخزرج ، وهما قبيلتان من الأنصار.
٣ ـ المهاجرة : المهاجرون. وَصلَها : عَونَها.
٤ ـ كاظمة : مُتجرّعة الغيظ مع الصبر.
٥ ـ أضرغتَ : أذللتَ ، وأضعتَ حَدّك : أهمَلتَ قَدرَكَ.
٦ ـ ما كفَفتَ : ما منعتَ. أغنيتَ : صَرَفتَ ودَفعتَ.
٧ ـ لا خيار لي. لا اختيار لي.
٨ ـ هينتي ـ بكسر الهاء ـ : مهانتي.