حَتّى انْتَهَتْ إِلى جَزِيرَةٍ مِنْ جَزَائِرِ الْبَحْرِ ، وَرَبَطَتِ السَّفِينَةَ ، ثُمَّ دَارَتْ فِي الْجَزِيرَةِ ، فَإِذَا فِيهَا مَاءٌ وَشَجَرٌ فِيهِ ثَمَرٌ (١) ، فَقَالَتْ : هذَا مَاءٌ أَشْرَبُ مِنْهُ ، وَثَمَرٌ آكُلُ مِنْهُ ، أَعْبُدُ اللهَ فِي هذَا الْمَوْضِعِ.
فَأَوْحَى اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ إِلى نَبِيٍّ مِنْ أَنْبِيَاءِ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يَأْتِيَ ذلِكَ الْمَلِكَ ، فَيَقُولَ : إِنَّ فِي جَزِيرَةٍ مِنْ جَزَائِرِ الْبَحْرِ خَلْقاً مِنْ خَلْقِي ، فَاخْرُجْ أَنْتَ وَمَنْ فِي مَمْلَكَتِكَ حَتّى تَأْتُوا (٢) خَلْقِي هذِهِ (٣) ، وَتُقِرُّوا (٤) لَهُ بِذُنُوبِكُمْ (٥) ، ثُمَّ تَسْأَلُوا ذلِكَ الْخَلْقَ أَنْ يَغْفِرَ لَكُمْ (٦) ، فَإِنْ غَفَرَ (٧) لَكُمْ غَفَرْتُ لَكُمْ (٨).
فَخَرَجَ الْمَلِكُ بِأَهْلِ مَمْلَكَتِهِ إِلى تِلْكَ الْجَزِيرَةِ ، فَرَأَوُا امْرَأَةً ، فَتَقَدَّمَ إِلَيْهَا الْمَلِكُ ، فَقَالَ لَهَا : إِنَّ قَاضِيَ هذَا أَتَانِي ، فَخَبَّرَنِي أَنَّ امْرَأَةَ أَخِيهِ فَجَرَتْ ، فَأَمَرْتُهُ بِرَجْمِهَا ، وَلَمْ يُقِمْ (٩) عِنْدِي الْبَيِّنَةَ ، فَأَخَافُ أَنْ أَكُونَ قَدْ تَقَدَّمْتُ عَلى مَا لَا يَحِلُّ لِي ، فَأُحِبُّ أَنْ تَسْتَغْفِرِي لِي ، فَقَالَتْ : غَفَرَ اللهُ لَكَ اجْلِسْ ، ثُمَّ أَتى زَوْجُهَا وَلَا يَعْرِفُهَا (١٠) ، فَقَالَ : إِنَّهُ كَانَ لِي امْرَأَةٌ ، وَكَانَ (١١) مِنْ فَضْلِهَا وَصَلَاحِهَا (١٢) ، وَإِنِّي خَرَجْتُ عَنْهَا وَهِيَ كَارِهَةٌ لِذلكَ ، فَاسْتَخْلَفْتُ أَخِي عَلَيْهَا ، فَلَمَّا رَجَعْتُ سَأَلْتُ عَنْهَا ، فَأَخْبَرَنِي أَخِي أَنَّهَا فَجَرَتْ فَرَجَمَهَا ، وَأَنَا (١٣) أَخَافُ أَنْ أَكُونَ قَدْ ضَيَّعْتُهَا ، فَاسْتَغْفِرِي
__________________
(١) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والبحار. وفي المطبوع : « ثمرة ».
(٢) في البحار ، ج ٧٠ : « أتوا ».
(٣) في « ن ، بح ، بخ ، بف » والبحار : « هذا ». وفي « م » : ـ « هذه ».
(٤) في « م ، بن » والبحار : « فتقرّوا ».
(٥) في حاشية « جت » : « بذنوبهم ».
(٦) في حاشية « جت » : « لهم ».
(٧) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والبحار. وفي المطبوع : « يغفر ».
(٨) في حاشية « جت » : « لهم ».
(٩) في « بن ، جد » : « ولم تقم ».
(١٠) في « ن ، جت » : « وهو لا يعرفها ».
(١١) في « بح ، جت » : « فكان ».
(١٢) في المرآة : « قوله عليهالسلام : من فضلها وصلاحها ، أي كذا وكذا ، واسم كان وخبرها مقدّر ».
(١٣) في « بخ » : « فأنا ».