قائمة الکتاب
فصل في معنى قوله : (إنا أعتدنا للكافرين سلاسل وأغلالا وسعيرا)
١٥سورة المرسلات
سورة النبأ
سورة النازعات
فصل في معنى الآية : (كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها)
سورة عبس
سورة التكوير
سورة الانفطار
سورة المطففين
سورة الانشقاق
سورة البروج
سورة الطارق
سورة الأعلى
سورة الغاشية
سورة الفجر
سورة البلد
سورة الشمس
سورة الليل
سورة الضحى
سورة «ألم نشرح»
سورة التين
سورة العلق
سورة القدر
سورة البينة
سورة الزلزلة
فصل في الكلام على هذه الآية : (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل
سورة العاديات
سورة القارعة
سورة التكاثر
سورة العصر
سورة الهمزة
سورة الفيل
سورة قريش
سورة «الدين» وتسمى «الماعون»
سورة الكوثر
سورة الكافرون
سورة النصر
سورة تبت
فصل في نزول السورة
٥٠سورة الإخلاص
سورة الفلق
سورة الناس
إعدادات
اللّباب في علوم الكتاب [ ج ٢٠ ]
اللّباب في علوم الكتاب [ ج ٢٠ ]
المؤلف :أبي حفص عمر بن علي بن عادل الدمشقي الحنبلي
الموضوع :القرآن وعلومه
الناشر :دار الكتب العلميّة
الصفحات :599
تحمیل
قوله تعالى : (إِنَّ هذِهِ تَذْكِرَةٌ). أي : هذه السورة موعظة ، (فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلاً) أي : طريقا موصّلا إلى طاعته.
وقيل : «سبيلا» أي وسيلة.
وقيل : وجهة وطريقة إلى الخير والمعنى : أنّ هذه السورة لما فيها من الترتيب العجيب ، والوعد والوعيد ، والترغيب والترهيب تذكرة للمتأملين وتبصرة للمتبصرين.
فصل في قول الجبرية
قال ابن الخطيب (١) : متى ضمت هذه الآية إلى الآية التي بعدها خرج منهما صريح مذهب الجبر ، لأن قوله تعالى : (فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلاً) الآية يقتضي أن مشيئة العبد متى كانت خالصة ، فإنها تكون مستلزمة للفعل ، وقوله تعالى بعد ذلك : (وَما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ) يقتضي كون مشيئة الله تعالى مستلزمة لمشيئة العبد ، ومستلزم المستلزم مستلزم ، فإن مشيئة الله ـ تعالى ـ مستلزمة لفعل العبد ، وذلك هو الجبر ، وكذا الاستدلال على الجبر بقوله تعالى : (فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ) [الكهف : ٢٩] ، لأن هذه الآية أيضا تقتضي كون المشيئة مستلزمة للفعل ، ثم التقدير ما تقدم.
قال القاضي : المذكور هاهنا اتخاذ السبيل إلى الله ـ تعالى ـ وهو أمر قد شاءه ؛ لأنه أمر به فلا بد وأن يكون قد شاءه ، وهذا لا يقتضي أن يقال : العبد لا يشاء إلّا ما قد شاء الله على الإطلاق إذ المراد بذلك الأمر المخصوص الذي قد ثبت أن الله تعالى أراده وشاءه. وهذا الكلام لا تعلق له بالاستدلال الذي ذكرناه ، فحاصل ما ذكره القاضي تخصيص العام بالصّور المتقدمة ، وذلك ضعيف لأن خصوص ما قبل الآية لا يقتضي تخصيص هذا العام لاحتمال أن يكون الحكم في هذه الآية واردا بحيث تعمّ تلك الصورة وغيرها.
قوله : (إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ) فيه وجهان :
أحدهما : أنه حال ، أي إلّا في حال مشيئة الله تعالى. قاله أبو البقاء.
وفيه نظر : لأن هذا مقدر بالمعرفة إلا أن يريد تفسير المعنى.
والثاني : أنه ظرف.
قال الزمخشري : «فإن قلت : ما محل أن يشاء الله؟.
قلت : النصب على الظرف ، وأصله : إلا وقت مشيئة الله تعالى ، وكذلك قرأ ابن مسعود(٢) : إلا ما يشاء الله ، لأن «ما» مع الفعل ك «إن» معه».
وردّ أبو حيان (٣) : بأنه لا يقوم مقام الظرف إلّا المصدر الصريح ، لو قلت : أجيئك أن
__________________
(١) ينظر الفخر الرازي ٣٠ / ٢٣٠.
(٢) ينظر : الكشاف ٤ / ٦٧٦ ، والمحرر الوجيز ٥ / ٤١٥.
(٣) ينظر : البحر المحيط ٨ / ٤٠٢.