سورة «الدين» وتسمى «الماعون»
مكية في قول عطاء ، وجابر ، وأحد قولي ابن عباس (١) ، ومدنية في قول له آخر ، وهو قول قتادة وغيره ، وهي سبع آيات ، وخمس وعشرون كلمة ، ومائة وثلاثة وعشرون حرفا.
بسم الله الرحمن الرحيم
قوله تعالى : (أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (١) فَذلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ (٢) وَلا يَحُضُّ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ) (٣)
قوله تعالى : (أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ) ، أي : بالجزاء ، والحساب ، وقرأ الكسائي(٢) : «أريت» بسقوط الهمزة. وتقدم تحقيقه في «الأنعام».
وقال الزمخشري (٣) : وليس بالاختيار ، لأن حذفها مختصّ بالمضارع ، ولم يصح عن العرب: «ريت» ولكن الذي سهل من أمرها وقوع حرف الاستفهام في أول الكلام ، ونحوه : [الخفيف]
٥٣٢٢ ـ صاح ، هل ريت أو سمعت براع |
|
ردّ في الضّرع ما قرى في الحلاب (٤) |
وفي «أرأيت» وجهان :
أحدهما : أنها بصرية ، فتتعدّى لواحد ، وهو الموصول كأنه قال : أبصرت المكذب.
والثاني : أنها بمعنى «أخبرني» فتتعدّى لاثنين ، فقدره الحوفي : أليس مستحقّا عذاب الله.
وقدره الزمخشري (٥) : من هو ، ويدل على ذلك قراءة (٦) عبد الله : «أرأيتك» بكاف الخطاب ، والكاف لا تلحق البصرية.
__________________
(١) ذكره الماوردي في «تفسيره» (٦ / ٣٥٠).
(٢) ينظر : إعراب القراءات ٢ / ٥٣٥ ، والدر المصون ٦ / ٥٧٤.
(٣) الكشاف ٤ / ٨٠٣.
(٤) نسب البيت لإسماعيل بن يسار ، ينظر الكشاف ٤ / ٨٠٣ ، واللسان (علب). والدر المصون ٦ / ٥٧٤.
(٥) الكشاف ٤ / ٨٠٤.
(٦) ينظر : السابق ، والبحر المحيط ٨ / ٥١٧ ، والدر المصون ٦ / ٥٧٤.