قائمة الکتاب
سورة المرسلات
سورة النبأ
فصل في المراد ب «المرء»
١١٩سورة النازعات
فصل في الكلام على هذه الآية : (أأنتم أشد خلقا أم السماء بناها)
١٤٢فصل في معنى الآية : (كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها)
سورة عبس
سورة التكوير
سورة الانفطار
سورة المطففين
سورة الانشقاق
سورة البروج
سورة الطارق
سورة الأعلى
سورة الغاشية
سورة الفجر
سورة البلد
سورة الشمس
سورة الليل
سورة الضحى
سورة «ألم نشرح»
سورة التين
سورة العلق
سورة القدر
سورة البينة
سورة الزلزلة
فصل في الكلام على هذه الآية : (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل
سورة العاديات
سورة القارعة
سورة التكاثر
سورة العصر
سورة الهمزة
سورة الفيل
سورة قريش
سورة «الدين» وتسمى «الماعون»
سورة الكوثر
سورة الكافرون
سورة النصر
سورة تبت
فصل في نزول السورة
٥٠سورة الإخلاص
سورة الفلق
سورة الناس
إعدادات
اللّباب في علوم الكتاب [ ج ٢٠ ]
اللّباب في علوم الكتاب [ ج ٢٠ ]
المؤلف :أبي حفص عمر بن علي بن عادل الدمشقي الحنبلي
الموضوع :القرآن وعلومه
الناشر :دار الكتب العلميّة
الصفحات :599
تحمیل
وقال البغويّ (١) : «رفع سمكها» أي : سقفها.
فصل في الكلام على هذه الآية
قال الكسائيّ والفراء والزجاج : هذا الكلام تم عند قوله تعالى : (أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّماءُ بَناها) ، قال : لأنّه من صلة السماء ، والتقدير : «أم السماء التي بناها» فحذف «التي» ، ومثل هذا الحذف جائز.
قال القفال (٢) : يقال : الرجل جاءك عاقل ، أي : الرجل الذي جاءك عاقل ، وإذا ثبت جواز ذلك في اللغة ، فنقول : الدّليل على أن قوله تعالى : «بناها» صلة لما قبله ، أنّه لو لم يكن صلة لكان صفة ، فقوله : «بناها» صفة ، ثم قوله : «رفع سمكها» صفة ، فقد توالت صفتان ، لا تعلّق لإحداهما بالأخرى ، فكان يجب إدخال العاطف بينهما ، كما في قوله : (وَأَغْطَشَ لَيْلَها) ، ولمّا لم يكن كذلك ، علمنا أنّ قوله : «بناها» صلة للسّماء ، فكان التقدير : «أم السّماء التي بناها» ، وهذا يقتضي وجود سماء ما بناها الله ، وذلك باطل.
وقوله (فَسَوَّاها) أي : خلقها خلقا مستويا ، لا تفاوت فيه ، ولا فطور ، ولا شقوق.
فصل فيمن استدل بالآية على أن السماء كرة
قال ابن الخطيب (٣) : واستدلّوا بهذه الآية على كون السّماء كرة ، قالوا : لأنه لو لم تكن كرة لكان بعض جوانبها سطحا ، والبعض زاوية والبعض خطّا ، ولكان بعض أجزائه أقرب إلينا ، والبعض الآخر أبعد ، فلا تحصل التّسوية الحقيقية ، ثمّ قالوا : لما ثبت أنّها محدثة مفتقرة إلى فاعل مختار ، فأيّ ضرر في الدّين ينافي كونها كرة.
قوله تعالى : (وَأَغْطَشَ). أي أظلم بلغة أنمار ، يقال : غطش الليل ، وأغطشته أنا ؛ قال : [المتقارب]
٥١٠٠ ـ عقرت لهم ناقتي موهنا |
|
فليلهم مدلهمّ غطش (٤) |
وليل أغطش ، وليلة غطشاء.
قال الراغب : وأصله من الأغطش ، وهو الذي في عينه شبه عمش ، ومنه فلاة غطشى لا يهتدى فيها ، والتّغاطش : التّعامي انتهى.
ويقال : أغطش اللّيل قاصرا ك «أظلم» ، ف «أفعل» فيه متعدّ ولازم ، فالغطش والغتش : الظّلمة ، ورجل أغطش ، أي : أعمى ، أو شبيه به ، وقد غطش ، والمرأة :
__________________
(١) معالم التنزيل ٤ / ٤٤٥.
(٢) ينظر : الفخر الرازي ٣١ / ٤١.
(٣) السابق ٣١ / ٤٣.
(٤) ينظر القرطبي ١٩ / ١٣٣ ، والدر المصون ٦ / ٤٧٥.