محمد بن الحسن الحرّ العاملي [ العلامة الشيخ حرّ العاملي ]
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الطبعة: ٣
ISBN: 964-5503-16-7
ISBN الدورة:
الصفحات: ٣٩٦
جلست معنا وتركته ، فقلت : هو يقول ما شاء ، اي شيء عليّ منه اذا لم أقل ما يقول؟ فقال أبو الحسن عليهالسلام : أما تخاف ان تنزل به نقمة فتصيبكم جميعا ، أما علمت بالذي كان من اصحاب موسى عليهالسلام ، وكان ابوه من اصحاب فرعون فلما لحقت خيل فرعون بموسى تخلف عنه ليعظ اباه فيلحقه بموسى ، فمضى ابوه وهو يراغمه حتى بلغا طرفا من البحر ، فغرقا جميعاً ، فأتى موسى الخبر فقال : هو في رحمة الله ، ولكن النقمة اذا نزلت لم يكن لها عمن قارب المذنب دفاع.
[ ٢١٥١٤ ] ٦ ـ وعنهم ، عن أحمد عن ابن محبوب ، عن شعيب العقرقوفي قال : سألت أبا عبدالله عليهالسلام عن قول الله عزّ وجلّ : ( وقد نزل عليكم في الكتاب أن اذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها ) (١) إلى آخر الآية ، فقال انما عنى بهذا الرجل يجحد الحق ويكذب به ، ويقع في الائمة ، فقم من عنده ولا تقاعده كائنا من كان.
[ ٢١٥١٥ ] ٧ ـ وعن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن علي بن أسباط ، عن سيف بن عميرة ، عن عبد الاعلى بن أعين ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يجلس مجلسا ينتقص فيه إمام ، أو يعاب فيه مؤمن.
[ ٢١٥١٦ ] ٨ ـ ورواه علي بن إبراهيم في ( تفسيره ) عن أحمد بن إدريس ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن فضالة بن أيوب ، عن سيف بن عميرة مثله ، إلا أنه قال : أو يغتاب فيه مؤمن ، إن الله يقول في كتابه : ( وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا
__________________
٦ ـ الكافي ٢ : ٢٨٠ | ٨.
(١) النساء ٤ : ١٤٠.
٧ ـ الكافي ٢ : ٢٨٠ | ٩.
٨ ـ تفسير القمي ١ : ٢٠٤.
في حديث غيره ) (١).
وعن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن سيف بن عميرة نحوه ، إلا أنه جعل يعاب مكان ينتقص وبالعكس (٢).
[ ٢١٥١٧ ] ٩ ـ وعن عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن جعفر بن محمد الاشعري ، عن ابن القداح ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : قال أمير المؤمنين عليهالسلام : من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يقوم مكان ريبة.
[ ٢١٥١٨ ] ١٠ ـ وعنهم ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن أبيه ، عن القاسم بن عروة ، عن عبيد بن زرارة ، عن أبيه ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : من قعد في مجلس يسب فيه إمام من الائمة يقدر على الانتصاف فلم يفعل ألبسه الله الذل في الدنيا ، وعذبه في الآخرة ، وسلبه صالح مامن به عليه من معرفتنا.
[ ٢١٥١٩ ] ١١ ـ وعن الحسين بن محمد ، عن علي بن محمد بن سعد ، عن محمد بن مسلم ، عن إسحاق بن موسى ، عن أخيه وعمه ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : ثلاثة مجالس يمقتها الله ، ويرسل نقمته على أهلها ، فلا تقاعدوهم ولا تجالسوهم : مجلسا فيه من يصف لسانه كذبا في فتياه ، ومجلسا ذكر أعدائنا فيه جديد وذكرنا فيه رث ، ومجلسا فيه من يصد عنا وانت تعلم ، ثم تلا أبو عبدالله عليهالسلام ثلاث آيات من كتاب الله كأنما كن في فيه او قال : في كفه : ( ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا
__________________
(١) الانعام ٦ : ٦٨.
(٢) الكافي ٢ : ٢٨٠ | ١١.
٩ ـ الكافي ٢ : ٢٨٠ | ١٠.
١٠ ـ الكافي ٢ : ٢٨١ | ١٥.
١١ ـ الكافي ٢ : ٢٨٠ | ١٢.
الله عدوا بغير علم ) (١) ( واذا رايت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره ) (٢) ( ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب ) (٣).
[ ٢١٥٢٠ ] ١٢ ـ وبهذا الإسناد عن محمد بن مسلم ، عن أحمد بن زكريا ، عن محمد بن خالد بن ميمون ، عن عبدالله بن سنان ، عن غياث بن إبراهيم ، عن أبي عبدالله عليهالسلام ـ في حديث ـ قال : ما اجتمع ثلاثة من الجاحدين إلا حضرهم عشرة أضعافهم من الشياطين ، فإن تكلموا تكلم الشياطين بنحو كلامهم ، وإذا ضحكوا ضحكوا معهم ، واذا نالوا من أولياء الله نالوا معهم ، فمن ابتلي من المؤمنين بهم فاذا خاضوا في ذلك فليقم ولا يكن شرك شيطان ولا جليسه ، فإنّ غضب الله لا يقوم له شيء ، ولعنته لا يردها شيء ، ثم قال عليهالسلام : فإن لم يستطع فلينكر بقلبه وليقم ولو حلب شاة ، او فواق ناقة.
[ ٢١٥٢١ ] ١٣ ـ وبالإسناد عن محمد بن مسلم ، عن داود بن فرقد ، عن محمد بن سعيد ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : إذا ابتليت بأهل النصب ومجالستهم فكن كأنك على الرضف (١) حتى تقوم ، فإنّ الله يمقتهم ويلعنهم ، فاذا رأيتهم يخوضون في ذكر امام من الائمة فقم ، فإنّ سخط الله ينزل هناك عليهم.
[ ٢١٥٢٢ ] ١٤ ـ محمد بن علي بن الحسين بإسناده إلى وصية أمير المؤمنين
__________________
(١) الانعام ٦ : ١٠٨.
(٢) الانعام ٦ : ٦٨.
(٣) النحل ١٦ : ١١٦.
١٢ ـ الكافي ٢ : ١٥٠ | ٦ ، واورد صدره في الحديث ٧ من الباب ٢٣ من ابواب فعل المعروف.
١٣ ـ الكافي ٢ : ٢٨٠ | ١٣.
(١) الرضف : الحجارة المحماة ( الصحاح ـ رضف ـ ٤ : ١٣٦٥ ).
١٤ ـ الفقيه ٤ : ٢٧٥ | ٨٣٠.
عليهالسلام لابنه محمد بن الحنفية قال : ومن خير حظ المرء قرين صالح ، جالس أهل الخير تكن منهم ، باين أهل الشر ومن يصدك عن ذكر الله وذكر الموت بالاباطيل المزخرفة ، والاراجيف الملفقة تبن منهم.
[ ٢١٥٢٣ ] ١٥ ـ وفي ( المجالس ) عن علي بن أحمد بن عبدالله ، عن أبيه ، عن جده أحمد بن أبي عبدالله ، عن سليمان بن عقيل (١) ، عن محمد بن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن الصادق جعفر بن محمد عليهالسلام قال : من جالس لنا عائبا ، أو مدح لنا قاليا ، أو وصل لنا قاطعا ، أو قطع لنا واصلا ، أو والي لنا عدوا ، أو عادى لنا ولياً ، فقد كفر بالذي أنزل السبع المثاني والقرآن العظيم.
[ ٢١٥٢٤ ] ١٦ ـ وعن علي بن أحمد بن موسى ، عن محمد بن هارون ، عن عبدالله بن موسى (١) ، عن عبد العظيم الحسني ، عن علي بن محمد ، عن آبائه عليهمالسلام ـ في حديث ـ قال : قال أمير المؤمنين عليهالسلام : مجالسة الاشرار توجب سوء الظن بالاخيار.
[ ٢١٥٢٥ ] ١٧ ـ وفي ( العلل ) عن محمد بن موسى بن المتوكل ، عن علي بن الحسين السعد آبادي (١) ، عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي ، عن عبد العظيم الحسني ، عن علي بن جعفر ، عن أخيه موسى بن جعفر ، عن
__________________
١٥ ـ امالي الصدوق : ٥٥ | ٧.
(١) في المصدر : سليمان بن مقبل المديني ...
١٦ ـ امالي الصدوق : ٣٦٢ | ٩ ، واورد قطعة منه في الحديث ٢ من الباب ٢٢ ، وأخرى في الحديث ٨ من الباب ١٠٧ من ابواب العشرة ، واخرى في الحديث ١١ من الباب ١ من ابواب فعل المعروف.
(١) في المصدر : ابو تراب عبيدالله بن الروياني.
١٧ ـ علل الشرائع : ٦٠٥ | ٨٠ ، واورد ذيله في الحديث ٨ من الباب ٢ من ابواب جهاد النفس.
(١) في المصدر : علي بن الحسن السعدآبادي.
أبيه عليهمالسلام قال : قال علي بن الحسين عليهالسلام : ليس لك أن تقعد مع من شئت ، لان الله تبارك وتعالى يقول : ( وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره وإمّا ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين ) (٢) ... الحديث.
[ ٢١٥٢٦ ] ١٨ ـ وفي كتاب ( صفات الشيعة ) عن أحمد بن محمد بن يحيى ، عن سعد ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن ابن أبي نجران ، عن عاصم بن حميد ، عن محمد بن قيس ، عن أبي جعفر ، عن آبائه ، عن علي عليهمالسلام قال : مجالسة الاشرار تورث سوء الظن بالاخيار ، ومجالسة الاخيار تلحق الاشرار بالاخيار ، ومجالسة الفجار للابرار تلحق الفجار بالابرار ، فمن اشتبه عليكم أمره ، ولم تعرفوا دينه ، فانظروا إلى خلطائه ، فإن كانوا أهل دين الله فهو على دين الله ، وإن لم يكونوا على دين الله ، فلا حظ لهم في دين الله ، إن رسول الله صلىاللهعليهوآله كان يقول : من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يواخين كافرا ولا يخالطن فاجرا ، ومن آخى كافرا أو خالط فاجرا كان فاجرا كافرا.
[ ٢١٥٢٧ ] ١٩ ـ وعن محمد بن الحسن ، عن الصفار ، عن محمد بن عيسى ، عن ابن فضال ، قال : سمعت الرضا عليهالسلام يقول : من واصل لنا قاطعاً ، أو قطع لنا واصلاً ، أو مدح لنا عائباً ، أو أكرم لنا مخالفاً ، فليس منا ولسنا منه.
[ ٢١٥٢٨ ] ٢٠ ـ وعن جعفر بن محمد بن مسرور ، عن غير واحد ، عن جعفر بن محمد عليهالسلام قال : من جالس أهل الريب فهو مريب.
__________________
(٢) الانعام ٦ : ٦٨.
١٨ ـ صفات الشيعة : ٦ | ٩.
١٩ ـ صفات الشيعة : ٧ | ١٠.
٢٠ ـ صفات الشيعة : ٩ | ١٦.
[ ٢١٥٢٩ ] ٢١ ـ محمد بن إدريس في آخر ( السرائر ) نقلا من كتاب رواية أبي القاسم بن قولويه ، عن عبد الاعلى ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يجلس في مجلس يسب فيه إمام ، أو يعاب (١) فيه مسلم ، إن الله تبارك وتعالى يقول : ( وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا ) (٢) الآية.
[ ٢١٥٣٠ ] ٢٢ ـ الحسن بن محمد الطوسي في ( مجالسه ) عن أبيه ، عن المفيد ، عن علي بن خالد المراغي (١) ، عن ثوابة بن يزيد ، عن أحمد بن علي ، عن سيابة بن سوار (٢) ، عن المبارك بن سعيد ، عن خليد الفرا ، عن أبي الخير (٣) قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : أربعة مفسدة للقلوب : الخلوة بالنساء ، والاستمتاع منهن ، والاخذ برأيهن ، ومجالسة الموتى ، فقيل : يا رسول الله وما مجالسة الموتى؟ قال : (٤) كل ضال عن الايمان وجابر عن الاحكام.
أقول : وتقدم ما يدل على ذلك هنا (٥) ، وفي العشرة (٦).
__________________
٢١ ـ مستطرفات السرائر : ١٢٧ | ٢٢.
(١) في المصدر : ويغتاب.
(٢) الانعام ٦ : ٦٨.
٢٢ ـ امالي الطوسي ١ : ٨١.
(١) في المصدر : ابو علي الحسن بن خالد المراغي.
(٢) في المصدر : شبابة بن سوار.
(٣) في المصدر : ابي المحبر.
(٤) في المصدر زيادة : مجالسة.
(٥) تقدم في الباب ٧ ، وفي الباب ٣٧ من هذه الابواب.
(٦) تقدم في الابواب ١١ و ١٧ و ٢٧ من ابواب احكام العشرة.
ويأتي ما يدل عليه في البابين ٣٩ و ٤٠ من هذه الابواب.
٣٩ ـ باب وجوب البراءة من أهل البدع وسبهم وتحذير
الناس منهم وترك تعظيمهم مع عدم الخوف
[ ٢١٥٣١ ] ١ ـ محمد بن يعقوب ، عن محمد بن محمد بن الحسين (١) ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن داود بن سرحان ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم ، وأكثروا من سبهم ، والقول فيهم ، والوقيعة ، وباهتوهم كيلا يطمعوا في الفساد في الاسلام ، ويحذرهم الناس ، ولا يتعلمون من بدعهم ، يكتب الله لكم بذلك الحسنات ، ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة.
[ ٢١٥٣٢ ] ٢ ـ أحمد بن محمد بن خالد البرقي في ( المحاسن ) عن يعقوب بن يزيد ، عن محمد بن جمهور العمي رفعه قال : من أتى ذا بدعة فعظمه فانما سعى في هدم الاسلام.
ورواه الكليني ، عن الحسين بن محمد ، عن معلى بن محمد ، عن محمد بن جمهور مثله (١).
[ ٢١٥٣٣ ] ٣ ـ عنه عن أبيه عن هارون بن الجهم ، عن حفص بن عمرو ،
____________
الباب ٣٩
فيه ٧ احاديث
١ ـ الكافي ٢ : ٢٧٨ | ٤.
(١) في المصدر : محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين.
٢ ـ المحاسن : ٢٠٨ | ٧٢.
(١) الكافي ١ : ٤٤ | ٣.
٣ ـ المحاسن : ٢٠٨ | ٧٣ ، واورده عن الفقيه وعقاب الاعمال في الحديث ٧ من الباب ٤٠ من هذه الابواب.
عن أبي عبدالله ، عن أبيه ، عن علي عليهمالسلام قال : من مشى إلى صاحب بدعة فوقره فقد مشى في هدم الاسلام.
[ ٢١٥٣٤ ] ٤ ـ العياشي في ( تفسيره ) عن محمد بن هاشم ، عمن حدثه ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : نزلت هذه الآية ( قل قد جاءكم رسل من قبلي بالبينات وبالذي قلتم فلم قتلتموهم إن كنتم صادقين ) (١) وقد علم أنهم قالوا : والله ما قتلنا ولا شهدنا ، قال : وإنما قيل لهم : ابرأوا من قتلهم فأبوا.
[ ٢١٥٣٥ ] ٥ ـ وعن سماعة قال : سمعت أبا عبدالله عليهالسلام يقول في قول الله : ( قد جاءكم رسل من قبلي بالبينات وبالذي قلتم فلم قتلتموهم إن كنتم صادقين ) (١) وقد علم ان هؤلاء لم يقتلوا ، ولكن كان هواهم مع الذين قتلوا ، فسماهم الله قاتلين لمتابعة هواهم ورضاهم بذلك الفعل.
[ ٢١٥٣٦ ] ٦ ـ وعن معمر بن عمر (١) قال : قال أبو عبدالله عليهالسلام : لعن الله القدرية لعن الله الحرورية ، لعن الله المرجئة ، لعن الله المرجئة ، قلت : كيف لعنت هؤلاء مرة ولعنت هؤلاء مرتين؟ فقال : ان هؤلاء زعموا أن الذين قتلونا كانوا مؤمنين ، فثيابهم ملطخة بدمائنا إلى يوم القيامة ، أما تسمع لقول الله : ( الذين قالوا إن الله عهد إلينا ـ إلى قوله ـ : فلم قتلتموهم ان كنتم صادقين ) (٢) قال : وكان بين الذين خوطبوا بهذا القول
__________________
٤ ـ تفسير العياشي ١ : ٢٠٩ | ١٦٤ ، واورده في الحديث ١٣ من الباب ٥ من هذه الابواب.
(١) آل عمران ٣ : ١٨٣.
٥ ـ تفسير العياشي ١ : ٢٠٨ | ١٦٢.
(١) آل عمران ٣ : ١٨٣.
٦ ـ تفسير العياشي ١ : ٢٠٨ | ١٦٣.
(١) في المصدر : عمر بن معمر.
(٢) آل عمران ٣ : ١٨٣.
وبين القاتلين خمسمائة عام ، فسماهم الله قاتلين برضاهم بما صنع اولئك.
[ ٢١٥٣٧ ] ٧ ـ وعن محمد بن الهيثم التميمي ، عن أبي عبدالله عليهالسلام في قوله تعالى : ( كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون ) (١) قال : أما أنهم لم يكونوا يدخلون مداخلهم ، ولا يجلسون مجالسهم ، ولكن كانوا إذا لقوهم ضحكوا في وجوههم وأنسوا بهم.
أقول : وتقدم ما يدل على ذلك (٢) ، ويأتي ما يدل عليه (٣).
٤٠ ـ باب وجوب اظهار العلم عند ظهور البدع وتحريم
كتمه الا لتقية وخوف ، وتحريم الابتداع
[ ٢١٥٣٨ ] ١ ـ أحمد بن محمد بن خالد البرقي في ( المحاسن ) عن يعقوب بن يزيد ، عن محمد بن جمهور العمي رفعه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : إذ ظهرت البدع في امتي فليظهر العالم علمه ، فمن لم يفعل فعليه لعنة الله.
ورواه الكليني عن الحسين بن محمد ، عن معلى بن محمد ، عن محمد بن جمهور مثله (١).
__________________
٧ ـ تفسير العياشي ١ : ٣٣٥ | ١٦١.
(١) المائدة ٥ : ٧٩.
(٢) تقدم في الحديث ٣٩ من الباب ١ من ابواب مقدمة العبادات ، وفي الابواب ٧ و ١١ و ١٥ و ٣٧ و ٣٨ من هذه الابواب.
(٣) يأتي ما يدل عليه بعمومه في الباب الاتي من هذه الابواب.
الباب ٤٠
فيه ١١ حديثا
١ ـ المحاسن : ٢٣١ | ١٧٦.
(١) الكافي ١ : ٤٤ | ٢.
[ ٢١٥٣٩ ] ٢ ـ عنه ، وعن أبيه ، عن عبدالله بن المغيرة ، ومحمد بن سنان ، عن طلحة بن زيد ، عن أبي عبدالله ، عن آبائه عليهمالسلام قال : قال علي عليهالسلام : إن العالم الكاتم علمه يبعث أنتن أهل القيامة ريحا ، تلعنه كل دابة من (١) دواب الارض الصغار.
[ ٢١٥٤٠ ] ٣ ـ وعمن ذكره (١) ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : إن الرجل ليتكلم بالكلمة فيكتب الله بها إيمانا في قلب آخر فيغفر الله لهما جميعا.
[ ٢١٥٤١ ] ٤ ـ محمد بن علي بن الحسين بإسناده عن الحسن بن محبوب ، عن عبدالله بن سنان ، عن أبي حمزة قال : قلت لابي جعفر عليهالسلام : ما أدنى النصب؟ قال أن يبتدع الرجل رأيا (١) فيحب عليه ويبغض عليه.
[ ٢١٥٤٢ ] ٥ ـ وبإسناده عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : أدنى الشرك أن يبتدع الرجل رأياً ، فيحب عليه ويبغض.
[ ٢١٥٤٣ ] ٦ ـ قال : وقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : كل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة سبيلها إلى النار
__________________
٢ ـ المحاسن : ٢٣١ | ١٧٧.
(١) في المصدر : حتى.
٣ ـ المحاسن : ٢٣١ | ١٧٨.
(١) في المصدر زيادة : عن ابي بكر الحضرمي ...
٤ ـ الفقيه ٣ : ٣٧٤ | ١٧٧٠ ، وعقاب الاعمال : ٣٠٧ | ٤.
(١) في العقاب : شيئا ( هامش المخطوط ) وكذلك الفقيه.
٥ ـ الفقيه ٣ : ٣٧٤ | ١٧٦٩ ، وعقاب الاعمال : ٣٠٧ | ٣ ، واورد مثله عن تفسير العياشي في الحديث ٤٦ من الباب ٦ من ابواب صفات القاضي.
٦ ـ الفقيه ٣ : ٣٧٤ | ١٧٦٨.
[ ٢١٥٤٤ ] ٧ ـ قال : وقال علي عليهالسلام : من مشى إلى صاحب بدعة فوقره فقد سعى في هدم الاسلام.
وفي ( عقاب الاعمال ) عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن أبي عبدالله عن أبيه ، عن هارون بن الجهم ، عن حفص بن عمر ، عن أبي عبدالله عليهالسلام مثله (١).
وعن محمد بن موسى بن المتوكل ، عن الحميري ، عن محمد بن الحسين ، عن الحسن بن محبوب وذكر الذي قبله.
[ ٢١٥٤٥ ] ٨ ـ وعن محمد بن الحسن ، عن الصفار ، عن يعقوب بن يزيد ، عن حماد بن عيسى ، عن حريز رفعه قال : كل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة سبيلها إلى النار.
[ ٢١٥٤٦ ] ٩ ـ وفي ( عيون الاخبار ) عن محمد بن الحسن ، عن الصفار (١) ، عن محمد بن يحيى ( عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ) (٢) ، عن محمد بن جمهور ، عن أحمد بن الفضل ، عن يونس بن عبد الرحمن ـ في حديث ـ قال : روينا عن الصادقين عليهمالسلام انهم قالوا : إذا ظهرت البدع فعلى العالم ان يظهر علمه ، فإن لم يفعل سلب نور الايمان.
__________________
٧ ـ الفقيه ٣ : ٣٧٥ | ١٧٧١ ، واورده عن المحاسن في الحديث ٣ من الباب ٣٩ من هذه الابواب.
(١) عقاب الاعمال : ٣٠٧ | ٦.
٨ ـ عقاب الاعمال : ٣٠٧ | ٢.
٩ ـ عيون اخبار الرضا عليهالسلام ١ : ١١٢ | ٢.
(١) ليس في المصدر ، وذكر في هامشه عن بعض النسخ.
(٢) في المصدر : احمد بن الحسين بن سعيد.
[ ٢١٥٤٧ ] ١٠ ـ محمد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه وعن محمد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان رفعه عن أبي جعفر ، وأبي عبدالله عليهماالسلام قالا : كل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة سبيلها إلى النار.
[ ٢١٥٤٨ ] ١١ ـ وعن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن عمر بن أبان الكلبي ، عن عبد الرحيم القصير ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : كل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار.
أقول : وتقدم ما يدل على ذلك (١) ، ويأتي ما يدل عليه (٢).
٤١ ـ باب تحريم التظاهر بالمنكرات ، وذكر جملة من
المحرمات والمكروهات
[ ٢١٥٤٩ ] ١ ـ محمد بن يعقوب ، عن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، وعن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، جميعاً ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن أبان ، عن رجل ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : قال رسول
__________________
١٠ ـ الكافي ١ : ٤٥ | ٨ ، واورد نحوه في الحديث ٥ من الباب ٢٠ من ابواب الجماعة.
١١ ـ الكافي ١ : ٤٦ | ١٢ ، واورد نحوه في الحديث ٦ من الباب ٢٠ من ابواب الجماعة.
(١) تقدم ما يدل عليه عموما في الباب ١ ، وفي الحديث ١ من الباب ٣٩ من هذه الابواب ، وما يدل على بعض المقصود في الحديث ١ من الباب ١٠ من ابواب نافلة شهر رمضان ، وفي الباب ٧٩ من ابواب جهاد النفس ، وفي الباب ١٦ من هذه الابواب.
(٢) يأتي في الحديث ٤ من الباب ١٣ من ابواب مقدمات التجارة ، وفي الاحاديث ٥ و ٧ و ٤٩ من الباب ٦ وفي الحديث ٥٢ من الباب ١٢ من ابواب صفات القاضي ، وفي الباب ٦ من ابواب حد المحارب ، وفي الحديثين ٢ و ٦ من الباب ٤١ من هذه الابواب.
الباب ٤١
فيه ٨ احاديث
١ ـ الكافي ٢ : ٢٧٧ | ١.
الله صلىاللهعليهوآله : خمس إن أدركتموهن فتعوذوا بالله منهن : لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوها إلا ظهر فيهم الطاعون والاوجاع التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا ، ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المؤونة وجور السلطان ، ولم يمنعوا الزكاة إلا منعوا القطر من السماء ، ولولا البهائم لم يمطروا ، ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدوهم ، وأخذ (١) بعض ما في أيديهم ، ولم يحكموا بغير ما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم.
ورواه الصدوق في ( عقاب الاعمال ) عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن أحمد بن أبي نصر البزنطي ، عن أبان الاحمر ، عن أبي جعفر عليهالسلام مثله (٢).
[ ٢١٥٥٠ ] ٢ ـ وعنهم ، عن أحمد ، وعن علي ، عن أبيه ، عن ابن محبوب ، عن مالك بن عطية ، عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : وجدنا في كتاب رسول الله صلىاللهعليهوآله : إذا ظهر الزنا من بعدي كثر موت الفجأة ، وإذا طفف الميزان والمكيال أخذهم الله بالسنين والنقص ، وإذا منعوا الزكاة منعت الارض بركاتها من الزرع والثمار والمعادن كلها ، وإذا جاروا في الاحكام تعاونوا على الظلم والعدوان ، وإذا نقضوا العهد سلط الله عليهم عدوهم ، وإذا قطعوا الارحام جعلت الاموال في أيدي الاشرار ، وإذا لم يأمروا بالمعروف ولم ينهوا عن المنكر ، ولم يتبعوا الاخيار من أهل بيتي سلط الله عليهم شرارهم فيدعو خيارهم فلا يستجاب لهم.
ورواه الصدوق في ( الامالي ) عن أبيه ، عن سعد ، عن أحمد بن
__________________
(١) في المصدر : واخذوا.
(٢) عقاب الاعمال : ٣٠١ | ٢.
٢ ـ الكافي ٢ : ٢٧٧ | ٢ ، واورد صدره في الحديث ٤ من الباب ٣٧ من هذه الابواب.
محمد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب (١).
ورواه في ( عقاب الاعمال ) عن محمد بن موسى بن المتوكل ، عن عبدالله بن جعفر ، عن أحمد بن محمد (٢).
ورواه البرقي في ( المحاسن ) عن أحمد بن محمد بن عيسى مثله (٣).
[ ٢١٥٥١ ] ٣ ـ وعن الحسين بن محمد ، عن معلي بن محمد ، عن أحمد بن محمد ، عن العباس بن العلاء ، عن مجاهد ، عن أبيه ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : الذنوب التي تغير النعم البغي ، والذنوب التي تورث الندم القتل ، والتي تنزل النقم الظلم ، والتي تهتك الستور شرب الخمر ، والتي تحبس الرزق الزنا ، والتي تعجل الفناء قطيعة الرحم ، والتي ترد الدعاء وتظلم الهواء عقوق الوالدين.
ورواه الصدوق في ( معاني الاخبار ) عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن المعلى بن محمد ، عن العباس بن العلاء (١).
ورواه في ( العلل ) عن جعفر بن محمد بن مسرور ، عن الحسين بن محمد ، عن معلى بن محمد ، عن العباس مثله (٢).
[ ٢١٥٥٢ ] ٤ ـ وعن علي ، عن أبيه ، عن ابن محبوب ، عن إسحاق بن عمار قال : سمعت أبا عبدالله عليهالسلام يقول : كان أبي يقول : تعوذ بالله من الذنوب التي تعجل الفناء ، وتقرب الآجال ، وتخلي الديار ، وهي
__________________
(١) امالي الصدوق : ٢٥٣ | ١.
(٢) عقاب الاعمال : ٣٠٠ | ١.
(٣) المحاسن : ١١٦ | ١٢٢.
٣ ـ الكافي ٢ : ٣٢٤ | ١.
(١) معاني الاخبار : ٢٦٩ | ١.
(٢) علل الشرائع : ٥٨٤ | ٢٧.
٤ ـ الكافي ٢ : ٣٢٤ | ٢.
قطيعة الرحم ، والعقوق ، وترك البر.
[ ٢١٥٥٣ ] ٥ ـ وعنه ، عن أيوب بن نوح أو بعض أصحابه ، عن أيوب ، عن صفوان بن يحيى ، عن بعض أصحابنا قال : قال أبو عبدالله عليهالسلام : إذ فشا أربعة ظهرت أربعة : إذا فشا الزنا ظهرت الزلزلة ، وإذا فشا الجور في الحكم احتبس القطر ، وإذا خفرت الذمة أديل لاهل الشرك من أهل الاسلام ، وإذا منعوا (١) الزكاة ظهرت الحاجة.
ورواه الصدوق بإسناده عن عبد الرحمن بن كثير ، عن الصادق عليهالسلام نحوه (٢).
ورواه في ( الخصال ) عن جعفر بن علي بن الحسن الكوفي ، عن جده ، عن عبدالله بن المغيرة ، عن علي بن حسان ، عن عمه عبد الرحمن بن كثير نحوه (٣).
[ ٢١٥٥٤ ] ٦ ـ وعن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن بعض أصحابه ، وعن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير جميعا ، عن محمد بن أبي حمزة ، عن حمران ، عن أبي عبدالله عليهالسلام ـ في حديث ـ قال : ألا تعلم أن من انتظر أمرنا ، وصبر على ما يرى من الاذى والخوف فهو غدا في زمرتنا؟ فاذا رأيت الحق قد مات وذهب أهله ، ورأيت الجور قد شمل البلاد ، ورأيت القرآن قد خلق ، وأحدث فيه ما ليس فيه ، ووجه على الاهواء ، ورأيت الدين قد انكفا كما ينكفىء الماء ، ورأيت أهل الباطل قد استعلوا على أهل الحق ، ورأيت الشر ظاهرا لا ينهى عنه ويعذر
__________________
٥ ـ الكافي ٢ : ٣٢٥ | ٣ ، واورده في الحديث ١ من الباب ٧ من ابواب صلاة الاستسقاء.
(١) في المصدر : منعت.
(٢) الفقيه ١ : ٣٣٢ | ١٤٩١.
(٣) الخصال : ٢٤٢ | ٩٥.
٦ ـ الكافي ٨ : ٣٦ | ٧.
أصحابه ، ورأيت الفسق قد ظهر ، واكتفى الرجال بالرجال ، والنساء بالنساء ، ورأيت المؤمن صامتا لا يقبل قوله ، ورأيت الفاسق يكذب ولا يرد عليه كذبه وفريته ، ورأيت الصغير يستحقر الكبير ، ورأيت الارحام قد تقطعت ، ورأيت من يمتدح بالفسق يضحك منه ، ولا يرد عليه قوله ، ورأيت الغلام يعطى ما تعطى المرأة ، ورأيت النساء يتزوجن النساء ، ورأيت الثناء قد كثر ، ورأيت الرجل ينفق المال في غير طاعة الله ، فلا ينهى ولا يؤخذ على يديه ، ورأيت الناظر يتعوذ بالله مما يرى المؤمن فيه من الاجتهاد ، ورأيت الجار يؤذي جاره وليس له مانع ، ورأيت الكافر فرحا لما يرى في المؤمن ، مرحا لما يرى في الارض من الفساد ، ورأيت الخمور تشرب علانية ، ويجتمع عليها من لا يخاف الله عزّ وجلّ ، ورأيت الآمر بالمعروف ذليلا ، ورأيت الفاسق فيما لا يحب الله قويا محمودا ، ورأيت أصحاب الآيات يحقرون (١) ويحتقر من يحبهم ، ورأيت سبيل الخير منقطعا ، وسبيل الشر مسلوكا ، ورأيت بيت الله قد عطل ويؤمر بتركه ، ورأيت الرجل يقول ما لا يفعله ، ورأيت الرجال يتسمنون للرجال ، والنساء للنساء ، ورأيت الرجل معيشته من دبره ومعيشة المرأة من فرجها ، ورأيت النساء يتخذن المجالس كما يتخذها الرجال ، ورأيت التأنيث في ولد العباس قد ظهر ، واظهروا الخضاب ، وامتشطوا كما تمتشط المرأة لزوجها ، وأعطوا الرجال الاموال على فروجهم ، وتنوفس في الرجل ، وتغاير عليه الرجال ، وكان صاحب المال أعز من المؤمن ، وكان الربا ظاهرا لا يغير (٢) ، وكان الزنا تمتدح به النساء ، ورأيت المرأة تصانع زوجها على نكاح الرجال ، ورأيت أكثر الناس وخير بيت من يساعد النساء على فسقهن ، ورأيت المؤمن محزونا محتقرا ذليلا ، ورأيت البدع والزنا قد ظهر ، ورأيت الناس يقتدون (٣) بشاهد الزور ، ورأيت الحرام يحلل ، ورأيت
__________________
(١) في المصدر : يحتقرون.
(٢) في المصدر : يعير.
(٣) في المصدر : يعتدون.
الحلال يحرم ، ورأيت الدين بالرأي ، وعطل الكتاب وأحكامه ، ورأيت الليل لا يستحيى (٤) به من الجرأة على الله ، ورأيت المؤمن لا يستطيع أن ينكر الا بقلبه ، ورأيت العظيم من المال ينفق في سخط الله عزّ وجلّ ، ورأيت الولاة يقربون أهل الكفر ، ويباعدون أهل الخير ، ورأيت الولاة يرتشون في الحكم ، ورأيت الولاية قبالة لمن زاد ، ورأيت ذوات الارحام ينكحن ويكتفى بهن ، ورأيت الرجل يقتل على التهمة وعلى الظنة ، ويتغاير على الرجل الذكر فيبذل له نفسه وماله ، ورأيت الرجل يعير على إتيان النساء ، ورأيت الرجل يأكل من كسب امرأته من الفجور ، يعلم ذلك ويقيم عليه ، ورأيت المرأة تقهر زوجها وتعمل مالا يشتهي وتنفق على زوجها ، ورأيت الرجل يكري امرأته وجاريته ويرضى بالدني من الطعام والشراب ، ورأيت الايمان بالله عزّ وجلّ كثيرة على الزور ، ورأيت القمار قد ظهر ، ورأيت الشراب يباع ظاهرا ليس له مانع ، ورأيت النساء يبذلن أنفسهن لاهل الكفر ، ورأيت الملاهي قد ظهرت ، يمر بها لا يمنعها احد أحدا ، ولا يجترىء أحد على منعها ، ورأيت الشريف يستذله الذى يخاف سلطانه ، ورأيت اقرب الناس من الولاة من يمتدح بشتمنا اهل البيت ، ورأيت من يحبنا يزور ولا تقبل شهادته ، ورأيت الزور من القول يتنافس فيه ، ورأيت القرآن قد ثقل على الناس استماعه ، وخف على الناس استماع الباطل ، ورأيت الجار يكرم الجار خوفا من لسانه ، ورأيت الحدود قد عطّلت ، وعمل فيها بالاهواء ، ورأيت المساجد قد زخرفت ، ورأيت اصدق الناس عند الناس المفتري الكذب ، ورأيت الشر قد ظهر والسعي بالنميمة ، ورأيت البغي قد فشا ، ورأيت الغيبة تستملح ويبشر بها الناس بعضهم بعضا ، ورأيت طلب الحج والجهاد لغير الله ، ورأيت السلطان يذل للكافر المؤمن ، ورأيت الخراب قد أديل من العمران ، ورأيت الرجل معيشته من بخس المكيال والميزان ، ورأيت سفك الدماء يستخف
__________________
(٤) في المصدر : لا يستخفي.
بها ، ورأيت الرجل يطلب الرئاسة لعرض الدنيا ، ويشهر نفسه بخبث اللسان ليتقى وتسند اليه الامور ، ورايت الصلاة قد استخف بها ، ورأيت الرجل عنده المال الكثير لم يزكه منذ ملكه ، ورأيت الميت ينشر (٥) من قبره ويؤذى وتباع أكفانه ، ورأيت الهرج قد كثر ، ورأيت الرجل يمسي نشوان ويصبح سكران لا يهتم بما الناس فيه ، ورأيت البهائم تنكح ، ورأيت البهائم يفرس بعضها بعضا ورأيت الرجل يخرج إلى مصلاه ويرجع وليس عليه شيء من ثيابه ، ورأيت قلوب الناس قد قست وجمدت أعينهم وثقل الذكر عليهم ، ورأيت السحت قد ظهر يتنافس فيه ، ورأيت المصلي إنما يصلي ليراه الناس ، ورأيت الفقيه يتفقه لغير الدين ، يطلب الدنيا والرئاسة ، ورأيت الناس مع من غلب ، ورأيت طالب الحلال يذم ويعير ، وطالب الحرام يمدح ويعظم ، ورأيت الحرمين يعمل فيهما بما لا يحب الله ، لا يمنعهم مانع ولا يحول بينهم وبين العمل القبيح أحد ، ورأيت المعازف ظاهرة في الحرمين ، ورأيت الرجل يتكلم بشيء من الحق ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فيقوم إليه من ينصحه في نفسه ويقول : هذا عنك موضوع ، ورأيت الناس ينظر بعضهم إلى بعض ، ويقتدون بأهل الشرور ، ورأيت مسلك الخير وطريقه خاليا لا يسلكه أحد ، ورأيت الميت يهزأ به فلا يفزع له أحد ، ورأيت كل عام يحدث فيه من الشر والبدعة أكثر مما كان ، ورأيت الخلق والمجالس لا يتابعون إلا الاغنياء ، ورأيت المحتاج يعطى على الضحك به ، ويرحم لغير وجه الله ، ورأيت الآيات في السماء لا يفزع لها أحد ، ورأيت الناس يتسافدون كما تتسافد البهائم ، ولا ينكر أحد منكرا تخوفا من الناس ، ورأيت الرجل ينفق الكثير في غير طاعة الله ، ويمنع اليسير (٦) في طاعة الله ، ورأيت العقوق قد ظهر ، واستخف بالوالدين ، وكانا من أسوأ الناس حالا عند الولد ، ويفرح بأن
__________________
(٥) في المصدر : ينبش.
(٦) كان في الاصل : الكثير ، وما اثبتناه من المصدر.
يفتري عليهما ، ورأيت النساء وقد غلبن على الملك ، وغلبن على كل أمر ، لا يؤتى الا ما لهنّ فيه هوى ، ورأيت ابن الرجل يفتري على أبيه ، ويدعو على والديه ، ويفرح بموتهما ، ورأيت الرجل إذا مر به يوم ولم يكسب فيه الذنب العظيم من فجور أو بخس مكيال أو ميزان أو غشيان حرام أو شرب مسكر كئيبا حزينا ، يحسب أن ذلك اليوم عليه وضيعة من عمره ، وإذا رأيت السلطان يحتكر الطعام ، ورأيت أموال ذوي القربى تقسم في الزور ، ويتقامر بها ويشرب بها الخمور ، ورأيت الخمر يتداوى بها ، وتوصف للمريض ويستشفى بها ، ورأيت الناس قد استووا في ترك الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وترك التدين به ، ورأيت رياح المنافقين وأهل النفاق دائمة (٧) ، ورياح أهل الحق لا تحرك ، ورأيت الاذان بالاجر والصلاة بالاجر ، ورأيت المساجد محتشية ممن لا يخاف الله ، مجتمعون فيها للغيبة وأكل لحوم أهل الحق ، ويتواصفون فيها شراب المسكر ، ورأيت السكران يصلي بالناس وهو لا يعقل ولا يشان بالسكر ، وإذا سكر أُكرم واتقى وخيف وترك لا يعاقب ، ويعذر بسكره. ورأيت من أكل أموال اليتامى يحدث (٨) بصلاحه ، ورأيت القضاة يقضون بخلاف ما أمر الله ، ورأيت الولاة يأتمنون الخونة للطمع ، ورأيت الميراث قد وضعته الولاة لاهل الفسق (٩) والجرأة على الله ، يأخذون منهم ويخلونهم وما يشتهون ، ورأيت المنابر يؤمر عليها بالتقوى ولا يعمل القائل بما يأمر ، ورأيت الصلاة قد استخف بأوقاتها ، ورأيت الصدقة بالشفاعة لا يراد بها وجه الله ، ويعطى لطلب الناس ، ورأيت الناس همهم بطونهم وفروجهم لا يبالون بما أكلوا وما نكحوا ، ورأيت الدنيا مقبلة عليهم ، ورأيت أعلام الحق قد درست ، فكن على حذر ، واطلب إلى الله النجاة ، واعلم أن
__________________
(٧) في المصدر : قائمة.
(٨) في المصدر : يحمد.
(٩) في المصدر : الفسوق.
الناس في سخط الله عزّ وجلّ وإنما يمهلهم لامر يراد بهم ، فكن مترقبا ، واجتهد ليراك الله عزّ وجلّ في خلاف ما هم عليه ، فإن نزل بهم العذاب وكنت فيهم عجلت إلى رحمة الله ، وإن أخرت ابتلوا وكنت قد خرجت مما هم فيه من الجرأة على الله عزّ وجلّ ، واعلم أن الله لا يضيع أجر المحسنين ، وإن رحمة الله قريب من المحسنين.
[ ٢١٥٥٥ ] ٧ ـ محمد بن علي بن عثمان الكراجكي في كتاب ( كنز الفوائد ) عن أبي الحسن بن شاذان ، عن أبيه ، عن محمد بن الحسن بن الوليد ، عن الصفار ، عن محمد بن زياد ، عن المفضل بن عمر ، عن يونس بن يعقوب قال : سمعت الصادق جعفر بن محمد عليهالسلام يقول ـ في حديث ـ : يا يونس ملعون ملعون من اذى جاره ، ملعون ملعون رجل يبدؤه أخوه بالصلح فلم يصالحه ، ملعون ملعون حامل القرآن مصر على شرب الخمر ، ملعون ملعون عالم يؤم سلطانا جائرا معينا له على جور (١) ، ملعون معلون مبغض علي بن أبي طالب عليهالسلام فانه ما أبغضه حتى أبغض رسول الله صلىاللهعليهوآله ، ومن أبغض رسول الله صلىاللهعليهوآله لعنه الله في الدنيا والآخرة ، ملعون ملعون من رمى مؤمنا بكفر ، ومن رمى مؤمنا بكفر فهو كقاتله ، ملعونة ملعونة امرأة تؤذي زوجها أو تغمه ، وسعيدة سعيدة امرأة تكرم زوجها ولا تؤذيه وتطيعه في جميع احواله ـ إلى أن قال : ـ ملعون ملعون ، قاطع رحم (٢) ، ملعون ملعون من صدق بسحر ، ملعون ملعون من قال الايمان قول بلا عمل ، ملعون ملعون من وهب الله له مالا فلم يتصدق منه بشيء ، أما سمعت أن النبي صلىاللهعليهوآله قال : صدقة درهم أفضل من صلاة عشر ليال ، ملعون
__________________
٧ ـ كنز الفوائد : ٦٣.
(١) في المصدر : جوره.
(٢) في المصدر : رحمه.