عَنْ شَيْءٍ ، ولَيْسَ لِي عِنْدَهُ تَبِعَةٌ ولَاتِبَاعَةٌ (١) ، ولَالِأَحَدٍ مِنْ ولْدِي لَهُ (٢) قِبَلِي مَالٌ ؛ وَهُوَ (٣) مُصَدَّقٌ فِيمَا ذَكَرَ ، فَإِنْ أَقَلَّ (٤) فَهُوَ أَعْلَمُ ؛ وإِنْ أَكْثَرَ فَهُوَ الصَّادِقُ (٥) كَذلِكَ.
وَإِنَّمَا أَرَدْتُ بِإِدْخَالِ الَّذِينَ أَدْخَلْتُهُمْ (٦) مَعَهُ مِنْ ولْدِي التَّنْوِيهَ (٧) بِأَسْمَائِهِمْ ، وَالتَّشْرِيفَ لَهُمْ ؛ وأُمَّهَاتُ أَوْلَادِي مَنْ أَقَامَتْ (٨) مِنْهُنَّ فِي مَنْزِلِهَا وحِجَابِهَا ، فَلَهَا مَا كَانَ يَجْرِي عَلَيْهَا فِي حَيَاتِي إِنْ رَأى ذلِكَ ، ومَنْ خَرَجَتْ مِنْهُنَّ إِلى زَوْجٍ ، فَلَيْسَ لَهَا أَنْ تَرْجِعَ إِلى (٩) مَحْوَايَ (١٠) إِلاَّ أَنْ يَرى عَلِيٌّ غَيْرَ ذلِكَ ، وبَنَاتِي بِمِثْلِ ذلِكَ ، ولَايُزَوِّجُ بَنَاتِي أَحَدٌ مِنْ إِخْوَتِهِنَّ مِنْ أُمَّهَاتِهِنَّ ولَاسُلْطَانٌ ولَاعَمٌّ إِلاَّ بِرَأْيِهِ ومَشُورَتِهِ (١١) ، فَإِنْ فَعَلُوا غَيْرَ ذلِكَ ، فَقَدْ خَالَفُوا اللهَ ورَسُولَهُ ، وجَاهَدُوهُ فِي مُلْكِهِ ، وهُوَ أَعْرَفُ بِمَنَاكِحِ قَوْمِهِ ، فَإِنْ أَرَادَ أَنْ يُزَوِّجَ زَوَّجَ ، وإِنْ أَرَادَ أَنْ يَتْرُكَ تَرَكَ.
__________________
(١) « التَبِعَةُ » و « التِباعةُ » : اسم الشيء الذي لك فيه بُغْيَة شِبه ظُلامة ونحو ذلك ، أو هما ما اتّبعتَ به صاحبَك منظُلامة ونحوها ، أو ما يتبع المالَ من نوائب الحقوق ، وهو من تَبِعْتُ الرجلَ بحقّي. فهما بمعنى واحد. نعم نقل المجلسي عن بعضٍ الفرقَ بأنّ التَبِعَةَ ما تطلبه من غيرك من حقّ تريد أن تستوفيه منه. والتِباعَة : الحقّ الذي لك على غيرك ولا تريد أن تستوفيه منه. ثمّ قال : « والتَباعَةُ بالفتح مصدر تبعه إذا مشى خلفه ، وهو مناسب ». راجع : لسان العرب ، ج ٨ ، ص ٣٠ ( تبع ).
(٢) في « بر » وشرح المازندراني والوافي : « وله ».
(٣) هكذا في « ب ، ج ، ض ، ف ، ه ، و، بح ، بر ، بس ، بف » والوافي والبحار. وفي المطبوع : « فهو ».
(٤) « أقلَّ » ، أي أظهر المال قليلاً ، أو أعطى حَقَّهم قليلاً ، من قولهم : أقلّه وأقلّ منه ، أي جعله قليلاً وصادفه قليلاً ، وأقلّ : أتى بقليل. وكذلك أكْثَرَ. راجع : لسان العرب ، ج ٥ ، ص ١٣٢ ( كثر ) ؛ وج ١١ ، ص ٥٦٣ ( قلل ).
(٥) في « ب » : ـ « الصادق ». (٦) في « ف ، ه ، بر » وحاشية « بح » والبحار : «أدخلت».
(٧) قال الجوهري : « نَوَّهْتُهُ تنويهاً ، إذا رفعتَه. ونوّهتُ باسمه ، إذا رفعت ذكره ». الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٢٥٤ ( نوه ).
(٨) في « ه » : « أقام ».
(٩) « فى البحار » : ـ « إلى ».
(١٠) « المَحْوَى » : اسم مكان من حَوَى الشيءَ يَحْويه ، أي جمعه وضمّه ، مثل الحِواء وهو اسم المكان الذي يحوي الشيءَ ، أي يجمعه ويضمّه. قرأه الفيض والمجلسي : مُحَوّاي. والحِواء والمُحَوّى كلاهما جماعة بيوت الناس إذا تدانت ، وهي من الوَبَر. والجمع : الأحوِية. راجع : لسان العرب ، ج ١٤ ، ص ٢٠٨ ـ ٢١٠ ( حوا ).
(١١) « ومَشُورَته » أي بأمره ، من أشار عليه بأمر كذا : أمره به ، وهي الشُورى والمَشُورَة ، بضمّ الشين ، مَفْعُلَة ولاتكون مَفْعُولَة ؛ لأنّها مصدر ، والمصادر لا تجيء على مثال مفعولة ، وإن جاءت على مثال مفعول. وكذلك المَشْوَرَةُ. راجع : لسان العرب ، ج ٤ ، ص ٤٣٧ ( شور ).