الْعَلَوِيِّينَ ، وأَعْلَمَ الْمُشْتَرِيَ خَبَرَهَا (١) ، فَقَالَ الْمُشْتَرِي : قَدْ طَابَتْ نَفْسِي بِرَدِّهَا ، وأَنْ لَا أُرْزَأَ (٢) مِنْ ثَمَنِهَا شَيْئاً ، فَخُذْهَا ، فَذَهَبَ الْعَلَوِيُّ ، فَأَعْلَمَ أَهْلَ النَّاحِيَةِ الْخَبَرَ ، فَبَعَثُوا إِلَى الْمُشْتَرِي بِأَحَدٍ وأَرْبَعِينَ دِينَاراً ، وأَمَرُوهُ (٣) بِدَفْعِهَا إِلى صَاحِبِهَا. (٤)
١٣٨٦ / ٣٠. الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الْعَلَوِيُّ قَالَ :
كَانَ رَجُلٌ مِنْ نُدَمَاءِ (٥) « روز حسنى (٦) » وآخَرُ مَعَهُ ، فَقَالَ لَهُ : هُوَ ذَا (٧) يَجْبِي الْأَمْوَالَ ، وَلَهُ وكَلَاءُ ، وسَمَّوْا جَمِيعَ الْوُكَلَاءِ فِي النَّوَاحِي ، وأُنْهِيَ ذلِكَ إِلى عُبَيْدِ اللهِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْوَزِيرِ ، فَهَمَّ الْوَزِيرُ بِالْقَبْضِ عَلَيْهِمْ ، فَقَالَ السُّلْطَانُ : اطْلُبُوا أَيْنَ هذَا الرَّجُلُ ؛ فَإِنَّ هذَا أَمْرٌ غَلِيظٌ ، فَقَالَ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ سُلَيْمَانَ : نَقْبِضُ (٨) عَلَى الْوُكَلَاءِ ، فَقَالَ السُّلْطَانُ : لَا ، ولكِنْ دُسُّوا (٩) لَهُمْ (١٠) قَوْماً لَايُعْرَفُونَ بِالْأَمْوَالِ (١١) ، فَمَنْ قَبَضَ مِنْهُمْ شَيْئاً قُبِضَ عَلَيْهِ.
قَالَ : فَخَرَجَ بِأَنْ يَتَقَدَّمَ إِلى جَمِيعِ الْوُكَلَاءِ أَنْ (١٢) لَايَأْخُذُوا مِنْ أَحَدٍ شَيْئاً ، وأَنْ يَمْتَنِعُوا (١٣) مِنْ ذلِكَ ، ويَتَجَاهَلُوا (١٤) الْأَمْرَ.
__________________
(١) في الوافي : « بخبرها » وقال : « يعني بأنّها حرّة هاشميّة ، ليست بمملوكة ».
(٢) أي لا أنقص ، فأصل الرُّزء : النقص. راجع : النهاية ، ج ٢ ، ص ٢١٨ ( رزأ ).
(٣) في البحار : « فأمروه ».
(٤) الوافي ، ج ٣ ، ص ٨٧٩ ، ح ١٥٠٩ ؛ البحار ، ج ٥٠ ، ص ٢٣٢ ، ح ٨.
(٥) « النديم » : المنادم على الشُرب ، وجمعه : نِدام ونُدَماء. المصباح المنير ، ص ٥٩٨ ( ندم ).
(٦) في حاشية « ف » : « دورحسنى ». وفي « بر » وحاشية « ض ، بف » وحاشية المطبوع : « بدرحسنى ». وفي « بف » : « زورحسنى ». وفي « ب ، ج » : « روزحُسْنى ». وفي الوافي : « روز حسنى ، كأنّه كان والياً بالعسكر ».
(٧) في الوافي : « هو ذا ، أشار به إلى الصاحب عليهالسلام ».
(٨) في « بس » : « يقبض ».
(٩) « دسّوا » : أمر من الدسّ ، وهو الإخفاء ودفن الشيء تحت الشيء. راجع : القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٧٤٨ ( دسس ).
(١٠) في « بح » : « له ».
(١١) في الوافي : « بالأموال متعلّق بدسّوا ، يعني أرسلوا إليهم سرّاً بالأموال على أيدي من لا يعرفهم الوكلاء ».
(١٢) في « ف ، بف » : ـ « أن ».
(١٣) في « بس » : « وأن يمنعوا ».
(١٤) في « ض ، بف » : « ويتجاهل ».