فَقَالَ : يَا مَوْلَايَ ، نَفَقَ (١) فَرَسُكَ (٢) ، فَاغْتَمَمْتُ ، وعَلِمْتُ أَنَّهُ عَنى هذَا بِذلِكَ الْقَوْلِ.
قَالَ (٣) : ثُمَّ دَخَلْتُ عَلى أَبِي مُحَمَّدٍ عليهالسلام بَعْدَ أَيَّامٍ وأَنَا (٤) أَقُولُ فِي نَفْسِي : لَيْتَهُ أَخْلَفَ عَلَيَّ دَابَّةً (٥) ؛ إِذْ كُنْتُ اغْتَمَمْتُ بِقَوْلِهِ (٦) ، فَلَمَّا (٧) جَلَسْتُ ، قَالَ (٨) : « نَعَمْ ، نُخْلِفُ (٩) دَابَّةً (١٠) عَلَيْكَ (١١) ؛ يَا غُلَامُ ، أَعْطِهِ (١٢) بِرْذَوْنِيَ (١٣) الْكُمَيْتَ (١٤) ، هذَا خَيْرٌ مِنْ فَرَسِكَ ، وأَوْطَأُ (١٥) ، وأَطْوَلُ عُمُراً ». (١٦)
١٣٤٥ / ١٦. إِسْحَاقُ قَالَ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَمُّونٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، قَالَ :
كَتَبْتُ إِلى أَبِي مُحَمَّدٍ عليهالسلام حِينَ أَخَذَ الْمُهْتَدِي فِي قَتْلِ الْمَوَالِي : يَا سَيِّدِي ،
__________________
(١) « نفق » ، أي مات. يقال : نفقتِ الدابّة تَنْفُق نُفوقاً ، أي ماتت. راجع : الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٥٦٠ ( نفق ).
(٢) في الإرشاد : + « الساعة ».
(٣) في الإرشاد : ـ « قال ».
(٤) في « ض » : « فأنا ».
(٥) في « ف » : « دابّتي ».
(٦) في الإرشاد : ـ « إذ كنت اغتممت بقوله ».
(٧) في « ب ، بر » : « ثمّ ».
(٨) في الإرشاد : + « قبل أن احدث بشيء ».
(٩) في « ج » : « نخلّف » بالتثقيل.
(١٠) في الإرشاد : ـ « دابّة ».
(١١) في « ب ، ج ، ض ، ف ، بس ، بف » والوافي « عليك دابّة ».
(١٢) في « ف » : « أعطه يا غلام ».
(١٣) « البِرْذَوْنُ » : الدابّة ، أو التركيّ من الخيل ، وخلافها العِراب ، أو ما كان من غير نتاج العِراب من الخيل. راجع : المغرب ، ص ٤٢ ؛ لسان العرب ، ج ١٣ ، ص ٥١ ( برذن ).
(١٤) في الإرشاد : + « ثمّ قال ». وقوله : « الكُمَيْتُ » من الخيل للمذكّر والمؤنّث ، ولونه الكُمْتَةُ ، وهي حمرة يدخلها قُنُوء ، وهو سواد غير خالص. قال الخليل : إنّما صُغّر لأنّه بين السواد والحمرة ، كأنّه لم يخلص له واحد منهما فأرادوا بالتصغير أنّه منهما قريب. وقيل : والفرق بين الكميت والأشقر بالعُرْف والذنَب ، فإن كانا أحمرين فهو أشقر ، وإن كانا أسودين فهو كُميت. الصحاح ، ج ١ ، ص ٢٦٣ ( كمت ).
(١٥) « أوْطَأُ » ، أي أوفق ؛ من المواطأة بمعنى الموافقة. أو أكثر مشياً ؛ من الوَطْء ، هو الدَوْس بالقدم. راجع : الصحاح ، ج ١ ، ص ٨١ ( وطأ ) ؛ مرآة العقول ، ج ٦ ، ص ١٦٠.
(١٦) الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٣٣٢ ، بسنده عن الكليني الوافي ، ج ٣ ، ص ٨٥٤ ، ح ١٤٧٠.