وَأَبَوَيْكَ؟
فَقَالَ : يَا بُنَيَّ ، ذَاكَ (١) إِمَامُ الرَّافِضَةِ ، ذَاكَ (٢) الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الرِّضَا.
فَسَكَتَ سَاعَةً (٣) ، ثُمَّ قَالَ : يَا بُنَيَّ ، لَوْ زَالَتِ الْإِمَامَةُ عَنْ خُلَفَاءِ (٤) بَنِي الْعَبَّاسِ ، مَا اسْتَحَقَّهَا أَحَدٌ (٥) مِنْ بَنِي هَاشِمٍ غَيْرُ هذَا ، وإِنَّ هذَا لَيَسْتَحِقُّهَا (٦) فِي فَضْلِهِ (٧) وعَفَافِهِ وَهَدْيِهِ (٨) وصِيَانَتِهِ وزُهْدِهِ وعِبَادَتِهِ وجَمِيلِ أَخْلَاقِهِ وصَلَاحِهِ ، ولَوْ رَأَيْتَ أَبَاهُ رَأَيْتَ رَجُلاً جَزْلاً (٩) نَبِيلاً فَاضِلاً.
فَازْدَدْتُ قَلَقاً وتَفَكُّراً وغَيْظاً عَلى أَبِي ومَا سَمِعْتُ مِنْهُ ، واسْتَزَدْتُهُ (١٠) فِي فِعْلِهِ وَقَوْلِهِ فِيهِ مَا قَالَ (١١) ، فَلَمْ يَكُنْ لِي هِمَّةٌ (١٢) بَعْدَ ذلِكَ إِلاَّ السُّؤَالُ (١٣) عَنْ خَبَرِهِ ، والْبَحْثُ عَنْ أَمْرِهِ ، فَمَا سَأَلْتُ أَحَداً مِنْ بَنِي هَاشِمٍ والْقُوَّادِ والْكُتَّابِ والْقُضَاةِ والْفُقَهَاءِ وسَائِرِ النَّاسِ إِلاَّ وجَدْتُهُ عِنْدَهُ فِي غَايَةِ الْإِجْلَالِ والْإِعْظَامِ والْمَحَلِّ الرَّفِيعِ والْقَوْلِ الْجَمِيلِ
__________________
(١) في حاشية « بر » : « ذلك ».
(٢) في « ج » : « ذلك ». وفي الإرشاد : ـ « ذاك ».
(٣) في الإرشاد : « ثمّ سكت ساعة وأنا ساكت ».
(٤) في الإرشاد : « خلفائنا ».
(٥) في « بر » : + « من الناس ».
(٦) في « بف » : « يستحقّها » بدون اللام.
(٧) في مرآة العقول عن بعض النسخ : « من فضله ». وفي الإرشاد : « غيره لفضله » بدل « غير هذا ، وإنّ هذا ليستحقّها في فضله ».
(٨) في « ج ، ض » : « هداه ».
(٩) في « بس » : « جزيلاً ». و « الجزل » : الكريم المِعْطاءِ والثقيف والعاقل الأصيل الرأي. أو القويّ في الكلام ، المتين الشديد الفصيح. راجع : لسان العرب ، ج ١١ ، ص ١٠٩ ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٢٩٢ ( جزل ).
(١٠) « ف » : « فاستزدته ». وقوله : « واستزدته » عطف على « سمعت » ، أي وما عددته زائداً على ما ينبغي له. قالالمجلسي : « وقيل : استزدته ، أي عددته مستقصراً ؛ حيث أقرّ بصحّة مذهب الرافضة ، أخذاً من قول صاحب القاموس : استزاده : استقصره وطلب منه الزيادة. وما ذكرناه أظهر ». راجع : الوافي ، ج ٣ ، ص ٨٤٧ ؛ مرآة العقول ، ج ٦ ، ص ١٤٢ ؛ القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٤١٨ ( زيد ).
(١١) في الإرشاد : « وما سمعت منه فيه ، ورأيت من فعله به » بدل « وما سمعت منه واستزدته في فعله وقوله فيه ماقال ».
(١٢) في « بر » : « همّ ». وفي الإرشاد : « همّه ».
(١٣) يجوز فيها وفي قوله « والبحث » النصب أيضاً.