وَلَاعَرَفْتُ بِسُرَّ مَنْ رَأى رَجُلاً (١) مِنَ الْعَلَوِيَّةِ مِثْلَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الرِّضَا فِي هَدْيِهِ (٢) وسُكُونِهِ (٣) وعَفَافِهِ (٤) ونُبْلِهِ (٥) وكَرَمِهِ (٦) عِنْدَ أَهْلِ بَيْتِهِ وبَنِي هَاشِمٍ (٧) وتَقْدِيمِهِمْ إِيَّاهُ عَلى ذَوِي السِّنِّ (٨) مِنْهُمْ والْخَطَرِ (٩) ، و (١٠) كَذلِكَ (١١) الْقُوَّادِ والْوُزَرَاءِ وعَامَّةِ النَّاسِ ؛ فَإِنِّي (١٢) كُنْتُ يَوْماً قَائِماً عَلى رَأْسِ أَبِي وهُوَ يَوْمُ مَجْلِسِهِ لِلنَّاسِ إِذْ دَخَلَ عَلَيْهِ (١٣) حُجَّابُهُ ، فَقَالُوا (١٤) : أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ الرِّضَا بِالْبَابِ ، فَقَالَ (١٥) بِصَوْتٍ عَالٍ : ائْذَنُوا لَهُ ، فَتَعَجَّبْتُ مِمَّا سَمِعْتُ مِنْهُمْ أَنَّهُمْ جَسَرُوا يُكَنُّونَ رَجُلاً عَلى أَبِي بِحَضْرَتِهِ ، ولَمْ يُكَنَّ (١٦) عِنْدَهُ
__________________
(١) في الإرشاد : ـ « رجلاً ».
(٢) « الهَدْيُ » : الطريقة والسيرة. واحتمل المازندراني كونه بضمّ الهاء بمعنى الرشاد وهو خلاف الضلالة. راجع : النهاية ، ج ٥ ، ص ٢٥٣ ( هدا ) ؛ شرح المازندراني ، ج ٧ ، ص ٢١١.
(٣) في « ف » : « سكوته ». و « السُكون » : الوَقار. وتقول للوَقور : عليه السُكون والسكينة. قال المازندراني : « السكون : الوقار في الحركة والسير ، والتأنّي في الضرّاء والسرّاء ، والخضوع في الباطن والظاهر ». راجع : لسان العرب ، ج ١٣ ، ص ٢١٣ ( سكن ) ؛ شرح المازندراني ، ج ٧ ، ص ٢١١.
(٤) « العِفّة » و « العَفاف » : الكفّ عمّا لا يحلّ ولا يجمل. قال الراغب : هي حصول حالة للنفس تمتنع بها عن غلبة الشهوة. راجع : المفردات للراغب ، ص ٥٧٣ ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١١١٦ ( عفف ).
(٥) في « ج ، ض ، بس » وحاشية « ب ، بح » : « بذله ». و « النُبْلُ » : الذَكاء والفضل والنجابة. راجع : لسان العرب ، ج ١١ ، ص ٦٤٠ ( نبل ).
(٦) في الإرشاد : « كبرته ». وقال الراغب : « الكَرَمُ : إذا وصف به الإنسان فهو اسم للأخلاق والأفعال المحمودة التي تظهر منه ، ولا يقال : هو كريم حتّى يظهر ذلك منه ». وقال ابن الأثير : « الكريم : الجامع لأنواع الخير والشرف والفضائل ». المفردات للراغب ، ص ٧٠٧ ؛ النهاية ، ج ٤ ، ص ١٦٦ ( كرم ).
(٧) في الإرشاد : + « كافّة ».
(٨) في « ف » : « ألسُنٍ ».
(٩) « الخَطَرُ » : ارتفاعُ القَدْرِ والمالُ والشرفُ والمنزلةُ. لسان العرب ، ج ٤ ، ص ٢٥١ ( خطر ).
(١٠) في الإرشاد : ـ « و ».
(١١) في الإرشاد : + « كانت حاله عند ».
(١٢) في الإرشاد : « فاذكر إنّني ».
(١٣) في الإرشاد : ـ « عليه ».
(١٤) في « ب ، ض » : + « له ». وفي « بر ، بس ، بف » : « فقال ».
(١٥) في « ب ، ض » : + « لهم ».
(١٦) في الإرشاد : « ومن جسارتهم أن يكنّوا رجلاً بحضرة أبي ولم يكن يكنّى » بدل « أنّهم جسروا ـ إلى ـ ولميكنّ ».