طَلْحَةَ ، فَتَعَرَّفْتُ الْيَوْمَ الَّذِي يَدْخُلُ فِيهِ الْحَمَّامَ ، وصِرْتُ (١) إِلى بَابِ الْحَمَّامِ ، وجَلَسْتُ إِلَى الطَّلْحِيِّ أُحَدِّثُهُ وأَنَا أَنْتَظِرُ مَجِيئَهُ عليهالسلام ، فَقَالَ الطَّلْحِيُّ : إِنْ أَرَدْتَ دُخُولَ الْحَمَّامِ ، فَقُمْ ، فَادْخُلْ (٢) ؛ فَإِنَّهُ لَايَتَهَيَّأُ لَكَ ذلِكَ (٣) بَعْدَ سَاعَةٍ.
قُلْتُ : ولِمَ؟ قَالَ : لِأَنَّ ابْنَ (٤) الرِّضَا يُرِيدُ دُخُولَ الْحَمَّامِ ، قَالَ : قُلْتُ : ومَنِ (٥) ابْنُ الرِّضَا؟ قَالَ : رَجُلٌ (٦) مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ ، لَهُ صَلَاحٌ وو رَعٌ (٧) ، قُلْتُ لَهُ : ولَايَجُوزُ (٨) أَنْ يَدْخُلَ مَعَهُ الْحَمَّامَ غَيْرُهُ؟ قَالَ : نُخْلِي (٩) لَهُ الْحَمَّامَ إِذَا (١٠) جَاءَ.
قَالَ : فَبَيْنَا أَنَا كَذلِكَ إِذْ أَقْبَلَ عليهالسلام ومَعَهُ غِلْمَانٌ لَهُ ، وبَيْنَ يَدَيْهِ غُلَامٌ (١١) مَعَهُ حَصِيرٌ حَتّى أَدْخَلَهُ الْمَسْلَخَ ، فَبَسَطَهُ وو افى ، فَسَلَّمَ (١٢) ودَخَلَ الْحُجْرَةَ عَلى حِمَارِهِ ، ودَخَلَ الْمَسْلَخَ ، ونَزَلَ عَلَى الْحَصِيرِ.
فَقُلْتُ لِلطَّلْحِيِّ : هذَا الَّذِي وصَفْتَهُ بِمَا وصَفْتَ مِنَ الصَّلَاحِ والْوَرَعِ؟ فَقَالَ : يَا هذَا ، لَا (١٣) واللهِ ، مَا فَعَلَ هذَا قَطُّ إِلاَّ فِي هذَا الْيَوْمِ ، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي : هذَا مِنْ عَمَلِي أَنَا جَنَيْتُهُ (١٤) ، ثُمَّ قُلْتُ : أَنْتَظِرُهُ حَتّى يَخْرُجَ ، فَلَعَلِّي أَنَالُ مَا أَرَدْتُ إِذَا خَرَجَ ، فَلَمَّا خَرَجَ
__________________
(١) في « بح » : « فصرت ».
(٢) في « بر » : « وادخل ».
(٣) في البحار : ـ « ذلك ».
(٤) في « بس » : « لابن » بدون « أنّ ».
(٥) في « ض » : « فمن ».
(٦) في « ب » : « الرجل ».
(٧) في الوسائل : ـ « قال ، قلتُ ـ إلى ـ وورع ».
(٨) في مرآة العقول ، ج ٦ ، ص ٩٩ : « قوله : ولا يجوز ، على بناء المجرّد أو التفعيل ، وعلى الأخير ضمير الفاعل راجع إلى ابن الرضا ».
(٩) في مرآة العقول : « ونخلّي ، على الإفعال أو التفعيل ».
(١٠) في « ف » : « إذ ».
(١١) في « بس » : + « له ». وفي البحار : + « و ».
(١٢) في البحار : « وسلّم ».
(١٣) في البحار : ـ « لا ».
(١٤) قال المجلسي : « أَنَا جنيته ، أي جررته إليه ، والضمير راجع إلى هذا ، أو أنا صرت سبباً لنسبة هذه الجناية إليه. قال في القاموس : جنى الذنبَ عليه يجنيه جناية : جرّه إليه ... وتجنّى عليه : ادّعى عليه ذنباً لم يفعله ». وراجع : القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٦٦٩ ( جنى ).