قَالَ : فَاجْتَمَعَ (١) الْجُنْدُ والْقُوَّادُ ، ومَنْ كَانَ مِنْ (٢) رِجَالِ الْفَضْلِ عَلى بَابِ الْمَأْمُونِ ، فَقَالُوا : هذَا (٣) اغْتَالَهُ (٤) وقَتَلَهُ ـ يَعْنُونَ الْمَأْمُونَ ـ ولَنَطْلُبَنَّ بِدَمِهِ (٥) ، وجَاؤُوا بِالنِّيرَانِ لِيُحْرِقُوا الْبَابَ ، فَقَالَ الْمَأْمُونُ لِأَبِي الْحَسَنِ عليهالسلام : يَا سَيِّدِي ، تَرى (٦) أَنْ تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ وَتُفَرِّقَهُمْ؟
قَالَ : فَقَالَ يَاسِرٌ : فَرَكِبَ (٧) أَبُو الْحَسَنِ عليهالسلام ، وقَالَ لِيَ (٨) : « ارْكَبْ » فَرَكِبْتُ ، فَلَمَّا خَرَجْنَا مِنْ بَابِ الدَّارِ ، نَظَرَ إِلَى النَّاسِ وقَدْ تَزَاحَمُوا (٩) ، فَقَالَ لَهُمْ بِيَدِهِ : « تَفَرَّقُوا تَفَرَّقُوا (١٠) ». قَالَ يَاسِرٌ : فَأَقْبَلَ النَّاسُ واللهِ يَقَعُ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ ، ومَا أَشَارَ إِلى أَحَدٍ إِلاَّ رَكَضَ (١١) وَمَرَّ (١٢) (١٣)
١٣٠٦ / ٩. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ (١٤) ، عَنْ مُسَافِرٍ ؛
__________________
(١) في الإرشاد : « واجتمع ».
(٢) في الوافي : « في ».
(٣) في الإرشاد : « هو ».
(٤) « اغتاله » ، أي قتله غَيْلةً ، أي في خُفية واغتيال ، وهو أن يُخْدَع ويُقتَل في موضع لا يراه فيه أحد. راجع : النهاية ، ج ٣ ، ص ٤٠٢ ( غيل ).
(٥) في الإرشاد : « وشغبوا عليه وطلبوا بدمه » بدل « وقتله ـ إلى ـ لنطلبنّ بدمه ».
(٦) في الإرشاد : « نرى ».
(٧) في الإرشاد : « ترفق بهم حتّى يتفرّقوا ، قال : نعم وركب » بدل « تفرّقهم ـ إلى ـ فركب ».
(٨) في « ف » : ـ « لي ». وفي الإرشاد : + « يا ياسر ».
(٩) في الإرشاد : « وقد ازدحموا عليه ».
(١٠) في الإرشاد : ـ « تفرّقوا » الثاني.
(١١) قال الجوهري : « الرَكْض : تحريك الرِجْل ». الصحاح ، ج ٣ ، ص ١٠٧٩ ( ركض ).
(١٢) في الإرشاد : « ومضى لوجهه » بدل « ومرّ ».
(١٣) الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٢٦٦ بسنده عن الكليني. عيون الأخبار ، ج ٢ ، ص ١٦٣ ، ح ٢٤ ، بسنده عن عليّ بن إبراهيم ، عن ياسر الخادم ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٣ ، ص ٨٢١ ، ح ١٤٣٠.
(١٤) ورد الخبر في الإرشاد ، ص ٢٦٧ بسنده عن محمّد بن يعقوب عن معلّى بن محمّد. وهو سهو واضح ؛ فإنّالمتكرّر في أسناد عديدة رواية المصنّف عن الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد. راجع : معجم رجال الحديث ، ج ٦ ، ص ٣٤٢ ـ ٣٤٨.