أَلْحَحْتُ عَلى أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا عليهالسلام فِي شَيْءٍ أَطْلُبُهُ مِنْهُ ، فَكَانَ (١) يَعِدُنِي ، فَخَرَجَ ذَاتَ يَوْمٍ لِيَسْتَقْبِلَ (٢) والِيَ الْمَدِينَةِ وكُنْتُ مَعَهُ ، فَجَاءَ إِلى قُرْبِ (٣) قَصْرِ فُلَانٍ ، فَنَزَلَ (٤) تَحْتَ شَجَرَاتٍ ونَزَلْتُ مَعَهُ أَنَا (٥) ، ولَيْسَ مَعَنَا ثَالِثٌ ، فَقُلْتُ (٦) : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، هذَا الْعِيدُ قَدْ أَظَلَّنَا (٧) ، ولَاوَ اللهِ ، مَا أَمْلِكُ (٨) دِرْهَماً فَمَا سِوَاهُ ، فَحَكَّ بِسَوْطِهِ الْأَرْضَ حَكّاً شَدِيداً ، ثُمَّ ضَرَبَ بِيَدِهِ ، فَتَنَاوَلَ مِنْهَا (٩) سَبِيكَةَ ذَهَبٍ ، ثُمَّ قَالَ (١٠) : « انْتَفِعْ (١١) بِهَا ، واكْتُمْ مَا رَأَيْتَ ». (١٢)
١٣٠٤ / ٧. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ يَاسِرٍ الْخَادِمِ والرَّيَّانِ بْنِ الصَّلْتِ جَمِيعاً ، قَالَ (١٣) :
لَمَّا انْقَضى أَمْرُ الْمَخْلُوعِ ، واسْتَوَى الْأَمْرُ لِلْمَأْمُونِ ، كَتَبَ إِلَى الرِّضَا عليهالسلام يَسْتَقْدِمُهُ إِلى خُرَاسَانَ ، فَاعْتَلَّ (١٤) عَلَيْهِ أَبُو الْحَسَنِ عليهالسلام بِعِلَلٍ ، فَلَمْ يَزَلِ الْمَأْمُونُ يُكَاتِبُهُ فِي ذلِكَ حَتّى عَلِمَ أَنَّهُ (١٥) لَامَحِيصَ (١٦) لَهُ ، وأَنَّهُ (١٧) لَايَكُفُّ عَنْهُ ، فَخَرَجَ عليهالسلام ولِأَبِي جَعْفَرٍ عليهالسلام سَبْعُ
__________________
(١) في « بف » والبصائر والاختصاص : « وكان ».
(٢) في « ف » والبصائر والإرشاد والاختصاص : « يستقبل ».
(٣) في « ج » : « قريب ».
(٤) في البصائر : + « في موضع ». وفي الإرشاد : + « عنده ».
(٥) في « ف » والإرشاد : ـ « أنا ».
(٦) في الإرشاد والاختصاص : + « له ».
(٧) « قد أظلّنا » ، أي أقبل علينا ودنا منّا ، كأنّه ألقى علينا ظلّه. راجع : النهاية ، ج ٣ ، ص ١٦٠ ( ظلل ).
(٨) في « ب ، ض » : « لا أملك ».
(٩) هكذا في « ف ، بف » وحاشية « ض ، بح » والوافي والاختصاص. وفي المطبوع وسائر النسخ : « منه ». وفي البصائر : « بيده ».
(١٠) في البصائر والإرشاد والاختصاص : « فقال ».
(١١) في الإرشاد والاختصاص : « استنفع ».
(١٢) الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٢٥٧ بسنده عن الكليني. بصائر الدرجات ، ص ٣٧٤ ، ح ٢ ، عن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن حمزة بن القاسم ، عمّن أخبره عنه ، عن إبراهيم بن موسى ؛ الاختصاص ، ص ٢٧٠ ، عن محمّد بن عيسى ؛ دلائل الإمامة ، ص ١٩٠ ، بسنده عن محمّد بن حمزة ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٣ ، ص ٨١٨ ، ح ١٤٢٧.
(١٣) في الوسائل : « قالا ».
(١٤) اعتلّ بعلل ، أي اعتذر بمعاذير ، فوضع العلّة موضع العذر. راجع : النهاية ، ج ٣ ، ص ٢٩١ ( علل ).
(١٥) في « بس » : « أن » بالتخفيف.
(١٦) « المحيص » : المَهْرب والمَحيد. راجع : لسان العرب ، ج ٧ ، ص ١٩ ( حيص ).
(١٧) في « بر » : « فإنّه ».