حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إِدْرِيسَ (١) ، عَنْ أَبِيهِ إِدْرِيسَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْأَوْدِيِّ ، قَالَ :
لَمَّا قُتِلَ الْحُسَيْنُ (٢) عليهالسلام ، أَرَادَ الْقَوْمُ أَنْ يُوطِئُوهُ الْخَيْلَ ، فَقَالَتْ فِضَّةُ لِزَيْنَبَ : يَا سَيِّدَتِي ، إِنَّ سَفِينَةَ (٣) كُسِرَ بِهِ فِي الْبَحْرِ ، فَخَرَجَ (٤) إِلى جَزِيرَةٍ ، فَإِذَا هُوَ بِأَسَدٍ ، فَقَالَ : يَا أَبَا الْحَارِثِ ، أَنَا مَوْلى رَسُولِ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فَهَمْهَمَ (٥) بَيْنَ يَدَيْهِ حَتّى وقَفَهُ عَلَى الطَّرِيقِ (٦) ، والْأَسَدُ رَابِضٌ فِي نَاحِيَةٍ (٧) ، فَدَعِينِي أَمْضِ إِلَيْهِ وأُعْلِمْهُ (٨)
__________________
والحسين بن أحمد هو الحسين بن أحمد بن عبد الله المالكي. روى في الكافي ، ح ١٥١٨٥ ـ كما في بعض النسخ المعتبرة وحاشية المطبوع ـ وح ١٥١٨٦ و ١٥١٨٧ ، عن أحمد بن هلال ، بعنوان الحسين بن أحمد. وفي بعض الأسناد
والطرق بعناوينه التفصيليّة. راجع : التهذيب ، ج ١ ، ص ١١٧ ، ح ٣٠٨ ؛ رجال النجاشي ، ص ٣٧١ ، الرقم ١٠١٤ ، ص ٤١٩ ، الرقم ١١٢٠ ؛ الفهرست للطوسي ، ص ٢٧٠ ، الرقم ٣٨٩.
ثمّ إنّه لا يخفى ما في تصحيف « الحسين بن أحمد » بـ « الحسين بن محمّد » ـ وهو من مشايخ المصنّف المعروفين ـ من الانس الذهني عند النسّاخ والشباهة الكثيرة بين العنوانين في الكتابة.
(١) عبد الله بن إدريس ، هذا ، هو عبد الله بن إدريس بن يزيد بن عبد الرحمن الأوْدي ، روى عن أبيه ، وروى عنه محمّد بن العلاء أبو كريب الهمداني وعبد الله بن سعيد أبو سعيد الأشجّ. راجع : تهذيب الكمال ، ج ١٤ ، ص ٢٩٣ ، الرقم ٣١٥٩ ؛ وج ١٥ ، ص ٢٧ ، الرقم ٣٣٠٣ ؛ وج ٢٦ ، ص ٢٤٣ ، الرقم ٥٥٢٩ ؛ سير أعلام النبلاء ، ج ٩ ، ص ٤٢ ، الرقم ١٢.
والظاهر وقوع التحريف في « أبيه إدريس بن عبد الله الأودي ». والصواب « أبيه إدريس أبي عبد الله الأودي » ، فإنّ كنية إدريس والد عبد الله ، هو أبو عبد الله. راجع : تهذيب الكمال ، ج ٢ ، ص ٢٩٩ ، الرقم ٢٩٣.
(٢) في الوافي : + « بن عليّ ».
(٣) « سفينة » ، مولى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، اسمه : مهران ، أو غير ذلك ، وكنيته : أبو عبد الرحمان أو أبو ريحانة. سمّيسفينة لأنّه حمل متاعاً كثيراً لرفقائه في الغزو فقال له الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم : « أنت سفينة ». راجع : شرح المازندراني ، ج ٧ ، ص ٢٢٩ ؛ الوافي ، ج ٣ ، ص ٧٦٠ ؛ مرآة العقول ، ج ٥ ، ص ٣٦٨.
(٤) في البحار : « فخرج به ».
(٥) « الهَمْهَمَةُ » : ترديد الصوت في الصدر. قاله الجوهري. أو كلام خفيّ لا يُفهَمُ. وأصل الهمهمة صوت البقر. قاله ابن الأثير. راجع : الصحاح ، ج ٥ ، ص ٢٠٦٢ ( همم ) ؛ النهاية ، ج ٥ ، ص ٢٧٦ ( همهم ).
(٦) في « ج ، ف » : « وقّفه » بالتثقيل. وقوله : « وَقَفَهُ على الطريق » ، أي أطلعه عليه ، أي كشفه له وأظهره له. راجع : الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٤٤٠ ( وقف ).
(٧) « رابض في ناحية » ، أي مقيم فيها وملازم لها ؛ من رَبَضَ في المكان يَرْبِضُ ، إذا لصق به وأقام ملازماً له. راجع : النهاية ، ج ٢ ، ص ١٨٤ ( ربض ).
(٨) في « بح » والوافي والبحار : « فاعلمه ».