فَقَالَ : « لَا ، ولكِنَّهُ (١) كَانَ (٢) مُسْتَوْدَعاً لِلْوَصَايَا (٣) ، فَدَفَعَهَا إِلَيْهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم ».
قَالَ : قُلْتُ : فَدَفَعَ إِلَيْهِ الْوَصَايَا عَلى أَنَّهُ مَحْجُوجٌ (٤) بِهِ؟
فَقَالَ : « لَوْ كَانَ مَحْجُوجاً بِهِ ، مَا دَفَعَ إِلَيْهِ الْوَصِيَّةَ ». (٥)
قَالَ : فَقُلْتُ : فَمَا كَانَ حَالُ أَبِي طَالِبٍ (٦)؟
قَالَ : « أَقَرَّ بِالنَّبِيِّ وبِمَا جَاءَ بِهِ ، ودَفَعَ إِلَيْهِ الْوَصَايَا ، ومَاتَ (٧) مِنْ يَوْمِهِ ». (٨)
١٢١٠ / ١٩. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ الْعَبَّاسِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ سَالِمٍ ، عَنْ رَجُلٍ :
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « لَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم بَاتَ آلُ مُحَمَّدٍ عليهمالسلام بِأَطْوَلِ لَيْلَةٍ
__________________
أحمد بن هلال غال كذّاب ، واميّة بن قيس الذي روى عنه أحمد أيضاً ضعيف متّصف بالكذب ، وردّ الخبر أولى من التكلّف في تأويله ـ هو الأوّل ؛ فإنّه يرد على الثاني والثالث أوّلاً بأنّه لو كان ذاك المستودع للوصايا أبا طالب ، لما أخّر الأداء والدفع إلى يوم وفاته ، وثانياً لم يدلّ دليل على كون أبي طالب نصرانيّاً ولم يحتمله أحد ممّن يعتدّ بقوله ، ولو كان كذلك لكان النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم متّهماً بأنّه أخذ العلم بالتوراة والإنجيل والشرائع السابقة وأخبار النبيّين عليهمالسلام من عمّه أبي طالب ؛ لأنّه كان في حضانته وتربيته منذ صباه مدّة ثلاثين سنة بل أربعين ، والنصارى يقرؤون التوراة وكتب الأنبياء السابقين ولا يتركونها نظير ترك المسلمين. ولكن لم يدّع أحد من المنكرين من معاصريه صلىاللهعليهوآلهوسلم فيه ولا في أبي طالب شيئاً يوهم ذلك. ذكره المحقّق الشعراني. وللمزيد انظر : كمال الدين ، ص ١٦٦ ، ذيل حديث ٢١ ؛ شرح المازندراني ، ج ٧ ، ص ١٦٤ ، تعليقة المحقّق الشعراني ؛ البحار ، ج ١٧ ، ص ١٣٩ ـ ١٤١ ، ح ٢٤ ـ ٢٦ ؛ وج ٣٥ ، ص ٧٥ ، ح ٨.
(١) في البحار : « لكن ».
(٢) في « ب » : ـ « كان ».
(٣) في الوافي : « محجوباً بأبي طالب ، يعني أنّ أبا طالب كان حجّة عليه قبل أن يبعث للوصايا ، أي وصايا الأنبياء عليهمالسلام ».
(٤) في الوافي : « على أنّه محجوج به ، يعني على أن يكون النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم حجّة عليه ».
(٥) في الوافي : « وذلك لأنّ الوصيّة تنتقل ممّن له التقدّم ».
(٦) في كمال الدين : « آبي » بدل « أبي طالب ».
(٧) في كمال الدين : + « آبي ».
(٨) كمال الدين ، ص ٦٦٥ ، ح ٧ ، بسنده عن سعد بن عبد الله ، عن جماعة من أصحابنا الكوفيّين ، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع ، عن اميّة بن عليّ القيسي ، عن درست بن أبي منصور الواسطي الوافي ، ج ٣ ، ص ٧٠١ ، ح ١٣١١ ؛ البحار ، ج ١٧ ، ص ١٤٠ ، ذيل ح ٢٤ ؛ وج ٣٥ ، ص ٧٣ ، ح ٨.