الْحَكَمِ ، عَنْ رَجُلٍ ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ ، قَالَ :
جَاءَ إِلى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليهالسلام عَسَلٌ وتِينٌ (١) مِنْ هَمْدَانَ (٢) وحُلْوَانَ ، فَأَمَرَ الْعُرَفَاءَ (٣) أَنْ يَأْتُوا بِالْيَتَامى ، فَأَمْكَنَهُمْ مِنْ رُؤُوسِ الْأَزْقَاقِ (٤) يَلْعَقُونَهَا (٥) وهُوَ يَقْسِمُهَا لِلنَّاسِ قَدَحاً قَدَحاً ، فَقِيلَ لَهُ (٦) : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، مَا لَهُمْ يَلْعَقُونَهَا؟ فَقَالَ : « إِنَّ الْإِمَامَ أَبُو الْيَتَامى ، وَإِنَّمَا (٧) أَلْعَقْتُهُمْ هذَا بِرِعَايَةِ الْآبَاءِ ». (٨)
١٠٦٨ / ٦. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَرْقِيِّ ؛ وَعَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ جَمِيعاً ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَصْبَهَانِيِّ (٩) ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ الْمِنْقَرِيِّ ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ :
__________________
يحيى ، كما في : رجال النجاشي ، ص ٣٧٧ ، الرقم ١٠٢٦. وقد تكرّر هذا العطف في مواضع من أسناد الكافي ، انظر على سبيل المثال : الكافي ، ح ٢٦٨ و ٤١٩ و ٥٣٩ و ٦١٦ و ١٤٥٢.
ثمّ إنّه لا يخفى عليك مشابهة « يحيى » و « عليّ » في بعض الخطوط القديمة الموجب لتصحيف أحدهما بالآخر.
(١) جعل بعضٌ الواوَ في « وتين » أصليّة وقال : الوتين : الواتن ، وهو الماء المعين الدائم ، والمراد هنا المائعالكثير. ويجوز كونه بالثاء المثلّثة. وردّه المجلسي بإمكان كون التين أيضاً في الأزقاق فاعتصر منها دبس يلعقونها. راجع : مرآة العقول ، ج ٤ ، ص ٣٣٩.
(٢) في الوافي : « همذان ». وفي مرآة العقول : « ولا يخفى أنّ المناسب هنا البلد لا القبيلة ، لكنّه شاع تسمية البلد أيضاً بالمهملة ». ووجه المناسبة هو تقارنه بالبلد. وقال الشعراني رحمهالله في ذيل شرح المازندراني ، ج ٧ ، ص ٢٩ بعد تفسير « حلوان » بـ « پل ذهاب » : « وهمدان ، الظاهر أنّها البلد المشهور دون القبيلة ؛ إذ لا يؤتى بالعسل من القبيلة ، بل من البلد ».
(٣) « العُرَفاءُ » : جمع عَرِيف ، وهو القيّم بامور القبيلة أو الجماعة من الناس يلي امورهم ويتعرّف الأميرُ منه أحوالَهم. فعيل بمعنى فاعل. والعِرافةُ : عمله. النهاية ، ج ٣ ، ٢١٨ ( عرف ).
(٤) « الأزقاق » : جمع الزِقّ ، وهو السقاء ، أي وعاء من جلد للماء ونحوه. أو جلدٌ يُجَزُّ ويُقْطَع شعرُه ، ولا يُنْتَقُ ولايُنْزَع ، للشراب ونحوه. راجع : القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١١٨٣ ( زقق ).
(٥) « يلعقونها » : يلحسونها ، أي يتناولونها بألسنتهم أو بأصابعهم. راجع : الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٥٥٠ ( لعق ).
(٦) في « ب » : ـ « له ».
(٧) في « بح » : « فإنّما ».
(٨) الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٥٣ ، ح ١٢٥٠ ؛ البحار ، ج ٢٧ ، ص ٢٤٧ ، ح ٧ ؛ وج ٤١ ، ص ١٢٣ ، ح ٣٠.
(٩) في « ب ، ج » : « الإصفهاني ».