فَمَا أَوْلَاكَ بِهِ (١) ، وإِنْ قُلْتَ هُجْراً ، فَيَغْفِرُ اللهُ لَكَ ، أَطِعْنِي يَا ابْنَ عَمِّ ، واسْمَعْ كَلَامِي ، فَوَ اللهِ ـ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ ـ لَا آلُوكَ نُصْحاً (٢) وحِرْصاً (٣) ، فَكَيْفَ ولَا أَرَاكَ تَفْعَلُ ، ومَا لِأَمْرِ اللهِ مِنْ مَرَدٍّ ».
فَسُرَّ أَبِي عِنْدَ ذلِكَ ، فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « وَاللهِ ، إِنَّكَ لَتَعْلَمُ أَنَّهُ الْأَحْوَلُ (٤) الْأَكْشَفُ (٥) ، الْأَخْضَرُ (٦) الْمَقْتُولُ بِسُدَّةِ (٧) أَشْجَعَ (٨) عِنْدَ بَطْنِ مَسِيلِهَا ».
فَقَالَ أَبِي : لَيْسَ هُوَ ذلِكَ (٩) ، واللهِ ، لَيُحَارِبَنَّ (١٠) بِالْيَوْمِ يَوْماً ، وبِالسَّاعَةِ سَاعَةً ، وَبِالسَّنَةِ سَنَةً ، ولَيَقُومَنَّ (١١) بِثَأْرِ (١٢) بَنِي أَبِي طَالِبٍ جَمِيعاً.
__________________
(١) في « بح » : ـ « به ».
(٢) « لا آلوك نُصْحاً » ، أي لا أدع النصح فيك ولا أتركه وأفتر ، ولا اقصّر في نصحك. راجع : لسان العرب ، ج ١٤ ، ص ٤٠ ( ألا ).
(٣) في « ج » : + « ونفعاً ». وفي مرآة العقول : « وحِرْصاً ، أي على إصلاحك. وقد يقرأ بالفتح ، وهو الشقّ والقشر ، كناية عن التصريح بالحقّ. والأوّل أظهر ».
(٤) « الأحْوَلُ » : مَنْ به حَوَلٌ ، وهو إقبال الحدقة على الأنف. وقيل : هو ذهاب حدقتها قِبَل مُؤْخِرِها. وقيل غيرذلك. راجع : لسان العرب ، ج ١١ ، ص ١٩١ ( حول ). وفي الوافي : « أي لتعلم أنّ ابنك محمّداً هذا هو الأحول الأكشف الذي أخبر به المخبر الصادق أنّه سيخرج بغير حقّ ويقتل صاغراً ».
(٥) قال ابن الأثير : « الأكشف : الذي تَنْبُت له شَعَراتٌ في قُصاص ناصيته ثائرة ، لا تكاد تسترسل. والعرب تتشاءم به ». النهاية ، ج ٤ ، ص ١٧٦ ( كشف ).
(٦) في القاموس : « الأخضر : الأسود ». وقال المجلسي : « أقول : ويحتمل أن يكون المراد هنا خُضْرَةُ العين. وهو أيضاً ممّا يُتشاءم به ». القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٥٤٩ ( خضر ).
(٧) قال ابن الأثير : « السُدَّةُ : كالظُلَّةُ على الباب ، لتقي البابَ من المطر. وقيل : هي البابُ نفسه. وقيل : هي الساحة بين يديه ». وقال المجلسي : « وربّما يقرأ بالفتح لمناسبتها للمسيل ». النهاية ، ج ٢ ، ص ٢٥٣ ( سدد ).
(٨) في « ض » : + « ذلك ». وفي البحار : + « بين دورها ». وقال الجوهري : « الأشجع : قبيلة من غطفان ». الصحاح ، ج ٣ ، ص ١٢٣٥ ( شجع ).
(٩) في « ف ، ه ، بس » والوافي : « ذاك ».
(١٠) في « ب ، ج ، و » ومرآة العقول : « ليجازينّ ». وفي « ض ، بر » والبحار : « لنجازينّ ». وفي « ف » : « لنحاربنّ ». وفي « ه ، بس ، بف » : « لتحاربنّ ». وفي « بح » : « ليحاذين ».
(١١) في « ض ، ف ، ه ، بر ، بف » والبحار : « لنقومنّ ».
(١٢) « الثأر » : الطلب بالدم. يقال : ثار به وثأره ، أي طلب دمه. راجع : لسان العرب ، ج ٤ ، ص ٩٧ ( ثأر ).