وبعد أن قتل عثمان ، ذهب مروان ونائلةُ بنتُ الفرافصة (١) ــ زوجة عثمان ــ إلى الشام ، وقد قطعت أنامل نائلة حين هموا بقتل عثمان ، فأوقعت نائلة نفسها على عثمان ، فقطعوا أناملها بالسيف .
فأخذ مروان ونائلة قميص عثمان وأناملها ، وذهبا بهما إلى معاوية .
فعلق معاوية القميص والأنامل على مسجد دمشق ، واجتمع بنو أُمية كلّهم في الشام ، وهموا بطلب ثأر عثمان ، ولم يبايعوا لعلي حتى وقع ما وقع من الفتن والحوادث المشهورة (٢) .
ومذهب أهل السنة والجماعة أنّ الإمام الحق بعد عثمان كان علي بن أبي طالب ، ولا نزاع لأحد من أهل السنة في هذا ، وأن كل من خرج على عليّ ، كانوا بغاة على الباطل .
ولكن كانوا من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ينبغي أن يحفظ اللسان عنهم ، ويكفّ عن ذكرهم وذكر ما جرى بين الصحابة ؛ لأنّه يورث الشحناء ، ويثير البغضاء ، ولا فائدة في ذكره .
وأما ما ذكره من مطاعن معاوية ، فلا اهتمام لنا أصلاً بالذب عنه ؛ فإنّه لم يكن من الخلفاء الراشدين حتى يكون الذب عنه موجباً لإقامة سنة
__________________
(١) نائلة بنت الفرافصة بن الأحوص بن عمرو ، ويقال عفير ، وكان الأحوص نصرانياً ، ولما كان سعيد بن العاص على الكوفة تزوج أختها هنداً ، فبلغ عثمان ذلك ، فطلب منه أن يوصفها له ، ففعل ، فطلب منه أن يخطب له أختاً إن كان لها ، فخطب نائلة ، فحملها له أخاها حنب من بادية السماوة فتزوجها لم يذكر أي تاريخ لولادتها أو وفاتها أو أي شيء آخر .
أنظر ترجمتها في : الأغاني ١٦ / ٣٤٨ ، تاريخ دمشق ٧٠ / ١٣٥ ت ٩٤٣٥ ، الأعلام للزركلي ٧ / ٣٤٣.
(٢) أنظر : الكامل في التأريخ ٣ / ١٦١.