وقال الفضل (١) :
قد سمعت فيما مرّ مراراً أن إجماع جميع واقع على امتناع وقوع القبيح من الله تعالى ، وامتناع الكذب عليه تعالى عن ذلك.
لكن المعتزلة ومن تابعهم من الشيعة وغيرهم أسندوا امتناع القبح والكذب عليه ، بالحسن والقبح العقليين .
والأشاعرة أسندوهما إلى لزوم النقص في صفاته ، ولا نزاع في المدعى ، إنّما النزاع في طريق إثباتها.
فالأشاعرة يثبتون من طريق لزوم النقص وهو محال ، والمعتزلة والشيعة يثبتون من طريق الحسن و القبح العقليّين (٢) .
وقد عرفت ــ أيضاً ــ أنّ كلّ الدلائل التي أقام هذا الرجل على امتناع فعل القبيح من الله تعالى ، كلها من باب إقامة الدليل على غير محل النزاع ، ثمّ يكرّر في هذا المقام ويأتي بكلامه المفترى ويرتب عليه المفاسد .
***
__________________
(١) إبطال نهج الباطل المطبوع ضمن إحقاق الحق : ٧١٦ ( حجري ) .
(٢) راجع : ٢٥٩٢ و ٣٣٠ و ٣ / ٥ ــ ٧ من هذا الكتاب