وأقول :
قد أغفل الفضل التعرض لجواب الخطبة الأولى ، تخفيفاً للمؤنة ، وهی قد رواها ابن عبد ربه عند ذكر خطب أمير المؤمنين عليهالسلام (١) .
وما حكاه المصنف رحمهالله هو نبذة منها ، ومنها بعد قوله عليهالسلام : « وإن عرفتم فاعرفوا» ، قوله : «حق وباطل ولكلّ أهل ، ولأن أمر الباطل فقديماً فعل ، ولأن قل الحق فلربما ولعلّ ولقلما أدبر شيء فأقبل ، ولأن رجعت إليكم أموركم إنكم لسعداء ، وإنّي لأخشى أن تكونوا في فترة وماعلينا إلا الاجتهاد » (٢) .
ثم ذكر بعده قوله عليهالسلام : «ألا إن أبرار عترتي ...»إلى آخره .
وهذه الخطبة قد صرّحت بالطعن في عثمان بما هو معلوم من حالته من أنّه كالغراب همه بطنه ، ولوّحت إلى الطعن فيه وفيمن تقدّمه بقوله عليهالسلام : « ولأن أمر الباطل فقديماً فعل وبقوله : « ولأن قل الحق فلربما ولعلّ» ؛ إذ لو كانوا على الحقِّ ، لما نسبه إلى القلّة.
ولو كان الشيخان على الحقِّ لما قال : «سبق الرجلان من دون تعرّض لمدحهما في هذا المقام .
وقد أشار إلى أنّهم ظالمون ، وأنّ الناس ارتكبوا معهم ما لا يجهلون ، بقوله : «عفا الله عما سلف».
ثمّ أشار إلى وقوع الفتن بأيّامه وعدم استقامة الحق بقوله : «ولقلما
__________________
(١) ص : ٣٥١ ج ٢ من الطبعة المقسمة إلى أربعة أجزاء منه رحمهالله .
(٢) العقد الفريد ٣ / ١١٩.