وقال الفضل (١) :
شرع من هاهنا في مطاعن الصحابة ونحن نذكر قبل الشروع فيما ذكر شمّة من مناقب الصحابة إن شاء الله تعالى
فنقول : مذهب عامة العلماء أنه يجب تعظيم الصحابة كلهم ، والكف عن القدح فيهم ؛ لأنّ الله تعالى عظمهم وأثنى عليهم في غير موضع من كتابه ؛ كقوله تعالى : ( وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ ) (٢) .
وقوله : ( يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَىٰ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ ) (٣) .
وقوله : ( وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا ) (٤) .
وقوله : ( لَّقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ ) (٥) .
إلى غير ذلك من الآيات الدالة على عظم قدرهم وكرامتهم عند الله والرسول قد أحبّهم ، وأثنى عليهم في أحاديث كثيرة .
منها : قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم « خير القرون قرني ، ثم الذين يلونهم » (٦) .
ومنها : قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم « لا تسبوا أصحابي ، فلو أن أحدكم أنفق مثل
__________________
(١) إبطال نهج الباطل المطبوع ضمن إحقاق الحق : ٦٠٣ (حجري) .
(٢) سورة التوبة ٩ : ١٠٠ .
(٣) سورة التحريم ٦٦ : ٨ .
(٤) سورة الفتح ٤٨ : ٢٩.
(٥) سورة الفتح ٤٨ : ١٨.
(٦) سنن الترمذي ٥ / ٦٥٢ ح ٣٨٥٩.