قال المصنّف ــ أعلى الله مقامه (١) :
وروى الحميدي في الجمع بين الصحيحين في مسند حذيفة بن اليمان عن زيد بن زيد ، قال : كنا عند حذيفة ، فقال رجل : لو أدركت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قاتلت معه فابليت.
فقال حذيفة ، أنت كنت تفعل ذلك ؟! لقد رأيتنا مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ليلة الأحزاب ، وأخدتنا ريح شديدة وقرّ .
فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ألا رجل يأتيني بخبر القوم ؟ جعله الله معي يوم القيامة ، فسكتنا فلم يجبه منا أحدٌ ، ثمّ قال : ألا رجل يأتيني بخبر القوم جعله الله معي يوم القيامة ، فسكتنا فلم يجبه منا أحد ، ثمّ قال : ألا رجل يأتينا بخبر القوم جعله الله معي يوم القيامة ، فسكتنا فلم منا أحد ، فقال : قم يا حذيفة ! فأتنا بخبر القوم ، ولا تذعرهم على (٢) .
فلما وليت من عنده جعلت كأنما أمشي في حمام ، حتى أتيتهم فرأيت أبا سفيان يصلي ظهره بالنار ، فوضعت سهماً في كبد القوس ، فأردت أن أرميه ، فذكرت قول رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : لا تدعرهم علي ، ولو رميته لأصبته ، فرجعت وأنا أمشي في مثل الحمام ، فلما أتيته فأخبرته بخبر
__________________
(١) نهج الحق : ٣٢٢.
(٢) لا تاعرهم على : أي لا تفرعهم يريد لا تعلمهم بنفسك ، وامش بخيفة لئلا ينفرو منك .
تاج العروس ٦ / ٤٣٨ مادة « ذعر ».