وقال الفضل (١) :
قد ذكر هذا الحديث فيما مضى (٢) ، وأجبنا عن اعتراضه (٣) ، وهوعلى عادته يكرّر الكلام مرّات ونحن نجيبه ، فنقول :
إن المتواتر بين المسلمين أن عمر كان وزيراً لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وصاحب مشورته ، وكثيراً ما كان رسول الله يقدم على أشياء فيمنعه ، عمر ، ويقول : لا تفعل يا رسول الله ! فيسمع قوله ، وهذا فيما يتعلق برأي النبي .
منها : إنّه عزم في غزوة تبوك أن يدخل دمشق ويحارب ملكها ، فقال عمر : لا تفعل يا رسول الله ! فأطاعه وقبل رأيه (٤) .
ومنها : قصة الأسرى ، وكان رسول الله يشاوره في أمرهم ، فنهاهم أخذ الفداء ، ووافقه الله تعالى في قوله : ( مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَىٰ ) (٥) (٦) .
ومنها : أمر الحجاب ، وكان عمر يبالغ فيه حتّى أنزل الله تصديقه (٧) .
ومن مارس الأخبار والآثار علم أن عمر كان له عند رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم هذا المقام والمنصب ، فجرى على عادته عند موت رسول الله ، فقبل
__________________
(١) إبطال نهج الباطل المطبوع ضمن إحقاق الحق : ٦٣٦ ( حجري ) .
(٢) انظر : ٧ / ١٥٤ من هذا الكتاب .
(٣) انظر : ٧ / ١٥٦ ــ ١٥٧ من هذا الكتاب.
(٤) مغازي الواقدي ٣ / ١٠١٩.
(٥) سورة الأنفال ٨ : ٦٧.
(٦) راجع ٧ / ١٢٥ من هذا الكتاب
(٧) انظر : مناقب عمر ــ لابن الجوزي ــ : ٣١ ــ ٣٢.