قال المصنّف ــ قدسسره (١) :
وفي الجمع بين الصحيحين : أن عمر قال قال ــ يوم مات رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ــ : والله ، ما مات محمد ولا يموت حتى يكون آخرنا (٢) .
وفيه عن عائشة من إفراد البخاري : أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم مات وأبوبكر بالسُّنح (٣) ــ يعني بالعالية ــ فقام عمر يقول : والله ، ما مات رسول الله قالت : وقال عمر : ما كان يقع في نفسي إلا ذاك ، وليبعثنه الله فليقطعن أيدي قوم وأرجلهم .
فجاء أبو بكر ، فكشف عن وجه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وعرفه أنه قد مات (٤) .
وقد روى الحميدي في الجمع بين الصحيحين اعتذار عمر عن ذلك من إفراد البخاري ، عن أنس : إنّه سمع خطبة عمر بن الخطاب الأخيرة حين جلس على منبر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وذلك في الغد من يوم توفّي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فتشهد وأبو بكر صامت لا يتكلم .
__________________
(١) نهج الحق : ٣٤١.
(٢) الجمع بين الصحيحين ٤ / ٣٢٤.
(٣) السُّنح : بضم السين ، موضع بعوالي المدينة ، وفيها منازل بني الحارث بن الخزرج ، وبينها وبين منازل النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وقيل أيضاً ، كان بها منزل أبي بكر ؛ لأن زوجته ملكية أو حبيبة بنت خارصة من بني الحارث بن الخزرج .
انظر : معجم البلدان ٣ / ٣٠١ رقم ٦٦٧٥ ، لسان العرب ٦ / ٣٨٦ ، تاج العروس ٤ / ٩٦ ، مادة«سنح».
(٤) الجمع بين الصحيحين ٤ / ١٩٤ ح ٣٣٣٩ ، وأنظر : صحيح البخاري ٥ / ٧٠ح١٦٧.