وأقول :
إنكار سبهم لعلي علیه السلام من إنكار الضروريات ، ومكابرة المتواترات وليس هو إلا كإنكار صحة حديث الغدير وتواتره .
كيف ؟ ولا يخلو من حكاية سب القوم لأمير المؤمنين علیه السلام كتاب من كتب السيرة والتاريخ ، حتّى إنه يستفاد ممّن لا دخل له بالتاريخ ؛ كصحيح مسلم ؛ فإنّه روى فيه في باب فضائل علي علیه السلام عن عامر بن سعد بن أبي وقاص .
قال : « أمر معاوية سعداً فقال : ما منعك أن تسب أبا تراب ؟
فقال : «أما ما ذكرت ثلاثاً قالهنّ رسول الله صلی الله علیه و اله وسلم، فلا ...» ((١))
الحديث .
ونحوه في «مسند أحمد» ، ومستدرك الحاكم ((٢)) .
وروى مسلم أيضاً في الباب المذكور أنّه استعمل رجل من آل مروان على المدينة ، فأمر سهل بن سعد أن يشتم عليّاً ، فأبى.
فقال : أمّا إذا أبيت فقل : لعن الله أبا تراب» ((٣)). الحديث .
والاشتغال في إثبات ذلك وما جاء فيه يعد من الفضول .
وقد استفاض - أيضاً - قول رسول الله صلی الله علیه و اله وسلم: « من سب عليّاً فقد
١- صحیح مسلم ١٢٠/٧ .
٢- مسند أحمد ١٨٥/٢ ، المستدرك على الصحيحين ١١٧/٣ ح ٤٥٧٥ ، وقال فيه : هذا حديث صحيح على شروط الشيخين ولم يخرجاه، وقال الذهبي في التلخيص : على شرط مسلم فقط.
٣- صحیح مسلم ١٢٤/٧.