ولا يزال جوادي تلوح عظامه *** ذوى الحرب عنه أن يُجنّ فيُقبرا
فسأل عنهما ، فقيل له : معاوية وابن العاص.
فقال :« اللهم اركسهما في الفتنة ركسا ، ودعهما إلى النار دعا» ((١)) .
ثمّ قال السيوطي : قال ابن قانع في معجمه : حدثنا محمد بن عبدوس ، ثم ذكر سنده عن صالح شقران ، قال :
«بينما نحنُ ليلة في سفر إذ سمع النبي صلی الله علیه و اله وسلم صوتاً.
فقال : ما هذا ؟ فذهبتُ أنظر ، فإذا هو معاوية بن رافع ، وعمرو بن رفاعة بن التابوت يقول :
ولا يزال جوادي تلوح عظامه ذوى الحرب عنه أن يموت فيقبرا فأتيت النبي صلی الله علیه و اله وسلم فأخبرته .
فقال :« اللهم اركسهما ، ودعهما إلى نار جهنم» .
فمات عمرو بن رفاعة قبل أن يقدم النبي صلی الله علیه و اله وسلم من السفر ».
قال السيوطي : « وهذه الرواية أزالت الإشكال ، وبيّنت أنّ الوهم وقع في الحديث الأوّل في لفظة واحدة .
وهي قوله : ابن العاص، وإنّما هو ابن رفاعة أحد المنافقين
وكذلك معاوية بن رافع أحد المنافقين» ((٢)) .
وأقول : يشكل بإمكان تعدّد الواقعة مع أن نسبة الوهم إلى الحديث الأوّل ليست بأولى من نسبته إلى الحديث الثاني ، بل الأقرب في الثاني
١- المعجم الكبير للطبراني ١١ : ٣٨ .
٢- اللآلي المصنوعة ٣٩٠/١ - ٣٩١ .