ويؤيده ما حكاه ابن أبي الحديد (١) عن الزبير بن بكار في كتاب «المفاخرات » :
«أنّ الحسن عليهالسلام قال لمعاوية : « أتذكر يوم جاء أبوك على جمل أحمر ، وأنت تسوقه ، وأخوك عتبة هذا يقوده ، فراكم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فقال : لعن الله الراكب ، والقائد ، والسائق » (٢) .
أتنسى يا معاوية الشعر الذي كتبته إلى أبيك لما هم أن يُسلم تنهاه عن ذلك :
[من البسيط]
يا صخرُ لا تُسْلِمَن يوماً فتفضَحَنا |
|
بعد الذين ببدر أصبحوا فرقا |
خالي وعمي وعم الأم ثالثهم |
|
وحنظل الخير قد أهدى لنا الأرقا |
لا تركنن إلى أمر تكلفنا |
|
والراقصات به في مكة الخرقا (٣) |
فالموت أهون من قول العداة لقد |
|
حاد ابن هند عن العُزى إذاً فرقا (٤) |
فإنّه على الظاهر إنّما كتب إليه بعد الفتح وهو هارب ؛ إذ لم يهم أبو
__________________
(١) ص : ١٠٢ مجلد ٢ . منه قدسسره .
(٢) راجع تاريخ الطبري ٥ / ٦٢٢ .
(٣) والراقصات : الواو للقسم ، الراقصات : الابل ؛ سُمِّيت بذلك لتمايلها في مشيها الخُرْقُ والخرُق : نقيض الرّفق ، والخرق : مصدرُهُ ؛ وهو الجهل والحَمقُ . لسان العرب ٧٤ / ٤ مادة «خرق»
(٤) شرح نهج البلاغة ٦ / ٢٨٩.