تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ ) (١) «فلعلك باخع نفسك على آثارهم» (٢) .
ومن يقارب قتل نفسه على الكفّار ، كيف يدعو على مسلم عنده ؟! وقال الله تعالى : ( إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً ) (٣) .
فقال : والله ، لأزيدن على السبعين (٤) .
وقد ورد في تفسير : ( وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ ) (٥) .
أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم كلما آذاه الكفار من قومه قال : «اللهم اغفر لقومي ، إنهم لا يعلمون» (٦) .
فلو لم يكن عنده منافقاً ، لكان يدعو له ولا يدعو عليه .
وكيف جاز لمعاوية أن يعتذر بالأكل ، مع أنه صلىاللهعليهوآلهوسلم قال :
«لا يؤمنُ عبد حتّى أكون أحبّ إليه من نفسه ، وأهله ، وماله ، وولده» (٧) .
__________________
(١) سورة فاطر ٨ / ٣٥.
(٢) سورة الكهف ١٨ / ٦.
(٣) سورة التوبة ٩ / ٨٠
(٤) تفسير الطبري ٦ / ٤٣٤ و ٤٣٥ ، والدر المنثور ٤ / ٢٥٤.
(٥) سورة القلم ٤ / ٦٨ .
(٦) لم يرد في كتب التفسير ولكن ورد في المصادر ، أنه لما شُجّ وجهه الكريم يوم أحد قال ذلك.
انظر : صحيح البخاري ٩ / ٢٨ ح ١١ ، صحیح مسلم ٦ / ١٧٩ ، سنن ابن ماجة ٢ / ١٣٣٥ ح ٤٠٢٥ ، مسند أحمد ١ / ٣٨٠ ، ٤٢٧ ، ٤٣٢ ، ومواضع أخر.
(٧) ورد بألفاظ عديد مختلفة :
انظر : صحيح البخاري ١ / ١٧ح ١٣ ، صحیح مسلم ١ / ٤٩ كتاب الأيمان ، باب بيان تفاضل الإسلام وأي أموره أفضل ، سنن النسائي ٨ / ١١٤ ــ ١١٥ ، سنن ابن