ولا طلع أهل السير على هذه العاده ، فهل بقيت مستورة عن الناس إلى أن أخبر بها الخصم ؟
فالحق أن نصب أبي بكر أوّلاً وعزله ثانياً ، كله بأمر الله تعالى ووحيه ، ليعرف الناس قولاً وفعلاً فضل علي عليهالسلام ، وانحطاط منزلة أبي بكر عن تولّي مثل ذلك ، فكيف بالإمامة ؟ ولو أرسل عليا عليهالسلام من أول الأمر ، لم یتبین ذلک.
وأما ما ذكره من العكس فمبني على بقاء أبي بكر على إمرة الحاج ، وقد عرفت بطلانه (١) ، بل مبني ــ أيضاً ــ على عدم عزله بما يقضي بوصية على عليهالسلام ، كما أقرّ بقضائه بها الخصم ، فإنّه إذا قضى بها دلّ على أفضلية عليّ ، والأفضل أحق بالإمامة ، بل معنى الوصي هو الإمام ، كما عرفته من ، بعض أحاديث الوصية وغيرها .
***
__________________
(١) راجع ٦ / ٦١ وما بعدها من هذا الكتاب.