صلىاللهعليهوآلهوسلم كان يصلي الظهر بالهجير ولا يكون وراءه إلا الصف والصفان من الناس ، والناس في قائلتهم وتجارتهم ، فأنزل الله تعالى : ( حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ) (١) فقال رسول صلىاللهعليهوآلهوسلم : ( لينتهُنّ رجال أو لأحرقن بيوتهم ) (٢) .
وروى أحمد أيضاً (٣) عن بن كعب قال : صلى بنا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم صلاة الفجر ، فلما قضى الصلاة رأى من أهل المسجد قلّة ، فقال : « إنّه ليس من صلاة أثقل على المنافقين من صلاة العشاء الآخرة ، ومن صلاة الفجر ».
إلى غيرها من الأخبار الدالّة على تخلّف أكثر الصحابة عن الجماعة ، فيلزم أن يكون أكثرهم من أهل النفاق ، وهو أضرّ بمذهب الخصم .
وليت شعري ، إذا تخلّفوا عن الجماعة تكاسلاً وطلباً للراحة ، ولم يواسوا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وما اعتنوا بغضبه ، وفوات الثواب الجزيل ، فهل يستبعد منهم التخلّف عن أمير المؤمنين ؛ طلباً للجاه العريض الطويل ؛ ونيل المال الكثير ؛ وحسداً لولي الأمر ؛ وطلباً للثأر منه ؛ ووفاقاً لأكابرهم؟ !!
***
__________________
(١) سورة البقرة ٢ : ٢٣٨.
(٢) مسند أحمد ٥ / ٢٠٦.
(٣) ص : ١٤١ منه قدسسره .