وكلّ يشرّع نظاما لما يربّه ، فهو ربّهم الأعلى ـ معاذ الله ـ يحقّ له أن يشرّع نظاما يدينون به.
وينكر عليه موسى وهارون (ع) أن يكون له ذلك ، فسأله فرعون وقال :
(قالَ فَمَنْ رَبُّكُما يا مُوسى * قالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدى). (طه / ٤٩ ، ٥٠)
قال موسى (ع) : ربّنا الّذي أعطى كلّ شيء ما خلق فيه من خواصّ جسميّة ونفسيّة ومواهب وغرائز والّتي منها غريزة قبول هداية الله ، ثمّ هداه ليديم حياته وفق الّذي قدّر له متناسبا مع فطرته.
وقد أوجز القرآن هنا ذكر استدلال موسى على فرعون في الربوبية ، وجاء تفصيل هذا الاستدلال في الآيات :
(سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى* الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى* وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدى ...). (الأعلى / ١ ـ ٣)
وفي الموردين إشارة إلى هداية الله لجميع الخلق ، وقد بيّن الله في آيات اخرى كيفية هدايته للخلق ، وذكر أربعة أنواع من الهداية للخلق :
١ ـ الهداية التسخيريّة.
٢ ـ الهداية الإلهاميّة أو الغريزيّة.
٣ ـ الهداية بواسطة الوحي.
٤ ـ الهداية التعليميّة.
أ ـ الهداية التسخيريّة :
من أنواع الهداية التسخيريّة ، ما أخبر الله عنه ، وقال :
(إِنَّ رَبَّكُمُ اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى