قائما على المنبر ، وبقي منهم في المسجد اثنا عشر رجلا وسبع نسوة أو أقل من ذلك يخطب خطبة صلاة الجمعة ، فقال رسول الله (ص) : لو تتابعتم لتأجج الوادي نارا (١).
* * *
كان ذلك موقف الإمام عليّ من جثمان الرسول ومن القرآن بعد وفاة الرسول (ص) ، وقد درسنا خبره مع جثمان الرسول في أخبار السقيفة ، وندرس في ما يأتي عمل الإمام في جمعه للقرآن بعد وفاة الرسول.
٢ ـ كيف جمع الإمام عليّ القرآن مع تأويله وتنزيله بعد وفاة الرسول (ص):
قالوا ما موجزه : لما انتهى الإمام عليّ من جهاز رسول الله (ص) جلس في بيته وانكب على القرآن يجمعه مع تنزيله وتأويله وما فيه من ذكر الحكم الناسخ والحكم المنسوخ ، فبعث إليه أبو بكر بعد أن تمّت البيعة له يدعوه إلى بيعته ، فأجابه إنّي لمشغول بالقرآن أجمعه ، وآليت على نفسي ألّا أرتدي رداء إلّا للصلاة.
خلاصة الروايات :
أ ـ اتّفقت الروايات على ما ذكر مع اختلاف في التعبير ، وشذّ من روى مثل ابن أبي داود في ص ١٠ من المصاحف أن أبا بكر أرسل إلى الإمام فقال : (أكرهت إمارتي يا أبا الحسن؟ قال : لا والله ...) (٢).
__________________
(١) أخرج الروايات مسلم في كتاب الجمعة ٢ / ٥٩٠ من صحيحه مفصّلا ، والبخاري في صحيحه ، كتاب الجمعة ، باب إذا نفر الناس عن الإمام ١ / ١١٦.
(٢) تاريخ الخلفاء ، ص ١٦٥ ؛ والصواعق المحرقة ، ص ١٢٦ ؛ وطبقات ابن سعد ٢ / ٣٣٨ ؛ وكنز العمال ٢ / ٣٧٣ ؛ وأنساب الأشراف ١ / ٥٨٧.