فكما ذكرنا سابقا لم يلتزم بالسور كما جاءت بل قسم بعض السور إلى أكثر من سورة كما أنّه لم يلتزم بالآيات فقد دمجها كما أراد ، وغيّر صيغ الكلام علاوة على الأخطاء الفاحشة في ترجمة المعاني نفسها.
ويبدو أنّ ترجمة كتابه «الرسالة» لعبد المسيح بن إسحاق الكندي كانت أكثر الترجمات دقّة ؛ لأنّ الكتاب هو دفاع عن المسيحية ومحاجّة للمسلمين ، بالأسلوب الّذي تعرفه المسيحية ممّا سهّل الترجمة. وأضاف بعد ذلك بطرس الكلوني عدّة كتابات ورسائل إلى هذه المجموعة وهي كتابات تنقض وتحاج المسلمين بما سمّي refutation «أي النقض» ورسائل موجهة إلى برنارد من كليرفو ، يشرح له ما وصل إليه مشروعه في نقل أفكار المسلمين ومذهبهم وكتابهم إلى اللّاتينية.
فكتب ما سمّي بالخلاصة summa tatius heeresis saracenorum
وكتب رسالة سمّيت epistol peti ciuniacensis ad berardum claravallis
وكتابا ضدّ الإسلام بعنوان liber contra sectam sive haeresim saracenor um٠
وحفظت هذه المجموعة ومن ضمنها ترجمة القرآن الكريم بالصورة الّتي ذكرنا في ديركلوني ، ووضعت تحت تصرف الدارسين من الرهبان وبقيت سرّا بينهم لا يطلع عليها غيرهم خشية التأثر بتعاليم القرآن الكريم ، وظلّت في صورة مخطوطة حوالي ٤٠٠ سنة حتى اخترعت الطباعة.
طباعة الترجمة الاولى للقرآن الكريم باللّغة اللّاتينية :
في عام ١٥٤٢ م حاول ثلاثة من الدارسين في مدينة بازل أن ينشروا مجموعة الترجمات هذه ولكنّهم جوبهوا برفض سلطات المدينة للنشر ، ولم يحتمل المجلس أن يأخذ على عاتقه السماح بالنشر لهذه الهرطقة والكفر وتركها لتوزّع وتروّج بين المسيحيين وتشوش أفكارهم وضمائرهم (كذا).