الّذي يحكمه ، ومن ضمنهم إبراهيم ، ولكنّ إبراهيم (ع) أبى ذلك وقال : إنّ الّذي يحيي ويميت هو ربّي.
ويلقي نمرود في هذا الاحتجاج شبهة ويقول : أنا احيي واميت.
ويأمر بإنسان سجين محكوم بالإعدام ، فيطلق سراحه ، ويسمّي هذا بالإحياء.
ويأمر بإنسان طليق لا ذنب له بالقتل فيقتل.
ويردّ عليه إبراهيم أنّ الربّ هو الّذي شرّع النظام الكوني ، وجاء بالشّمس من المشرق ، فإن كنت ربّا ، فأت بالشّمس من المغرب وغيّر هذا النظام ، فبهت الّذي كفر!
وحكى عن الفتية المؤمنين من أصحاب الكهف الّذين أبوا قبول ربوبية طاغوت زمانهم وأنّهم :
(إِذْ قامُوا فَقالُوا رَبُّنا رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ...). (الكهف / ١٤)
إنّ الربّ الّذي شرّع النظام للسماوات والأرض هو ربّنا الّذي شرّع لنا نظاما نتبعه.
وحكى عن محاجّة موسى طاغوت عصره ، وقال :
(وَنادى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قالَ يا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهذِهِ الْأَنْهارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلا تُبْصِرُونَ). (الزخرف / ٥١)
وقال : (فَحَشَرَ فَنادى * فَقالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى). (النازعات / ٢٣ ، ٢٤)
إنّ فرعون احتجّ على استحقاقه الربوبية ـ معاذ الله ـ أنّه يملك مصر وما فيها من أنهار ، وهو الّذي يطعم أهل مصر ويؤمّن حاجاتهم ، وإن كان للمزارع في مصر أرباب يربّونها وللدواجن أرباب يربّونها وللمصانع أرباب يديرونها