الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّراتٍ بِأَمْرِهِ أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبارَكَ اللهُ رَبُّ الْعالَمِينَ). (الأعراف / ٥٤)
فحوى الآية :
أيّها النّاس! إنّ ربّكم الّذي يشرّع لكم نظام حياتكم هو الّذي خلق السماوات والأرض في ستّ مراحل ، ثمّ استولى عليها يدبّر أمرها ويربّيها.
يغشي ظلام اللّيل على ضياء النهار ، يعقّبه سريعا ، والشّمس والقمر والنجوم مسخّرات بأمره ، فهو الّذي سخّر القمر ليدور حول الأرض والأرض حول الشّمس بأمره. هو الّذي خلقها وهو الّذي يربّها ويهديها تسخيريا لتسير وفق أمره ، وذلك هدايته لهذا النوع من الخلق.
وقد يعبر عن الهداية التسخيريّة بلفظ : جعل ، مثل قوله ـ تعالى ـ :
(هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً وَالْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنازِلَ ...). (يونس / ٥) وقوله تعالى :
(وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْباناً). (الأنعام / ٩٦)
وهذا النوع من الهداية تكوينية ، وتخصّ الجمادات والنباتات والإنسان وجميع أصناف الحيوان في تكوينها.
ب ـ الهداية الإلهاميّة :
ومن أمثلتها ما أخبر الله عنها بقوله تعالى :
(وَأَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ* ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً ...). (النّحل / ٦٨ ، ٦٩)
هذا النوع من الهداية يسمّى في عرف الناس بالغريزة ، وهو يخصّ