قال : تلقيت من رسول الله (ص) : (لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ) إلى آخر السورة ، فقال عثمان : وأنا أشهد أنّهما من عند الله ، فأين ترى أن نجعلهما؟ قال : اختم بهما آخر ما نزل من القرآن ، فختمت بهما براءة) (١).
من قال : إنّ الخليفة عثمان جمع القرآن في المصحف
١ ـ روى محمّد بن سيرين ، قال : (قتل عمر ولم يجمع القرآن).
٢ ـ وروى أبو قلابة ، قال :
(لمّا كان في خلافة عثمان جعل المعلّم يعلّم قراءة الرجل ـ أي المقرئ ـ ، والمعلّم يعلّم قراءة الرجل ـ أي الرجل المقرئ الآخر ـ ، فجعل الغلمان يلتقون ويختلفون ، حتّى ارتفع ذلك إلى المعلّمين ، حتّى كفر بعضهم بقراءة بعض ، فبلغ ذلك عثمان ، فقام خطيبا ، فقال : أنتم عندي تختلفون وتلحنون ، فمن نأى عنّي من الأمصار أشدّ اختلافا ، وأشدّ لحنا ، فاجتمعوا يا أصحاب محمّد ، فاكتبوا للناس إماما.
قال مالك بن أنس : كنت فيمن املي عليهم ، فربّما اختلفوا في الآية ، فيذكرون الرجل قد تلقاها من رسول الله (ص) ، ولعلّه أن يكون غائبا أو في بعض البوادي ، فيكتبون ما قبلها وما بعدها ، ويدعون موضعها حتّى يجيء أو يرسل إليه.
فلمّا فرغ من المصحف ، كتب إلى أهل الأمصار أنّي قد صنعت كذا وصنعت كذا ، ومحوت ما عندي ، فامحوا ما عندكم) (٢).
٣ ـ وروى ابن شهاب أنّ أنس بن مالك حدّثه :
__________________
(١) المصاحف لابن أبي داود ١ / ١٠ ـ ١١ ؛ وفتح الباري ١٠ / ٣٣٩ إلى قوله (حتّى يشهد شاهدان) ؛ ومنتخب الكنز بهامش مسند أحمد ٢ / ٤٥ ؛ وكنز العمال ٢ / ٣٦٣ ـ ٣٦٤.
(٢) ابن أبي داود في المصاحف ، ص ٢١ ؛ ومنتخب كنز العمال ٢ / ٤٩ ؛ وكنز العمال ٢ / ٣٦٩.